علي الزهراني
أين الرعاة
2013-12-09

ـ منذ أن قررت شركة الاتصالات السعودية فك ارتباط رعايتها لتلك الأندية الكبيرة والبديل الذي قالوا بأنه ينتظر على (الباب) مجرد كذبة رموها أمامنا وصدقناها فلا هو الأهلي أوجد البديل ولا هو الاتحاد والنصر والشباب وفروا الحلول ليبقى السؤال هنا قائما، هل الخلل في الرعاة أم في منهج وفكر وطريقة هذه الأندية التي أعتقد بأنها لم تحسن التصرف الصحيح في هذا الجانب.

ـ الأندية الكبيرة وحتى المتوسطة تحتاج الى من يسند خزائنها من بوابة الشريك الاستراتيجي الذي يجب أن يكون له حضورا عاجلا حتى لا تستمر المعاناة وتقود أنديتنا الى فوهة الافلاس فمهما كان دور أعضاء الشرف والداعمين الا ان ذلك في تصوري سيبقى مرحلة وقتية ان لم تنته اليوم فحتما ستنتهي غدا وبالتالي فالمطلوب هو فسح المجال للشركات الكبيرة ومخاطبتها لكي تأخذ دورها في تدعيم هذه الاندية وتساهم في تخفيف الأعباء المالية التي تعانيها.

ـ بالطبع هناك خلل واضح في طبيعة النظرة الاستثمارية فالنادي يبحث عن العقد المالي الأكبر وهذه الشركات تبحث عن الربحية وما بين الرغبة والطموح لابد وان تضع الاندية استراتيجياتها في هذا الشأن بالشكل الذي يحفز ويشجع هذه الجهات الاستثمارية بالدخول مجددا في رعايتها وبناء الشراكة الحقيقية التي تستمر وتدوم ولا تنقطع على غرار ما سبق وان حدث مع شركة الاتصالات السعودية التي سارعت في الغاء تلك العلاقة لانها لم تجد ما يشجعها على الاستمرار.

ـ عموما ما تعيشه الاندية السعودية في هذه المرحلة الزمنية يكشف لنا الكثير من المخاطر المالية فهي أوشكت على الافلاس واذا لم يهتم الاتحاد السعودي بفتح هذا الملف للنقاش والمساهمة مع كافة الأندية ومسؤوليها في ايجاد حلول فالقادم من الايام قد ينعكس بالآثار السلبية ماليا ونتائجيا وبالتالي نجد رياضتنا وكرة القدم فيها تحديدا قد عادت الى المربع الاول ونقطة الصفر الكبيرة وهذا مالا نتمناه لها.

ـ اليابان وكوريا الجنوبية أو بالأحرى كرة القدم في الشرق الآسيوي دائما ما نضعها نصب أعيننا اذا ما تعثرنا في حدث أو مناسبة فنحن هنا نتحدث عن تطورهم سرعة المخرجات المفيدة لاحترافيتهم لكننا في الوقت نفسه لم نتحدث كثيرا عن السبب مع أن السبب الذي دفع بهؤلاء الى ما هم فيه اليوم يكمن أولا وأخيرا في (أندية الشركات) لا في أندية (الأشخاص) فالشركات هي التي تدير الأندية وتدعمها وتخطط لبناء مستقبلها على اساس النجاح النتائجي والربحي وهو ما يغيب تماما في واقع أنديتنا التي لاتزال تسير تحت رحمة الأشخاص فقط.

ـ الدوري يقترب رويدا رويدا من النصر فالمستويات والنتائج وظروف المنافسين له جميعا تكشف هذه الحقيقة.

ـ النصر هذا الموسم يختلف عن المواسم السابقة، يختلف في كل شيء فنيا ومعنويا وحتى من النواحي الادارية لايزال يسلك الطريق الصحيح.

ـ ختاما البعض يسأل ويردد ويكرر السؤال كثيرا، هل البدلاء الأجانب الذين سيقرر الاهلي التعاقد معهم في المرحلة المقبلة سيكونون على قدر عال من التأثير النتائجي للفريق؟ أم أن العكس سيبقى هو الصحيح؟

ـ هؤلاء يتساءلون اما نحن فنقول الميدان يا حميدان .

وسلامتكم.