علي الزهراني
الأهلي سيبقى خالداً
2013-12-05

ما إن تعتري مسيرة الأهلي عثرة الهزيمة في مباراة سرعان ما نتحول إلى دائرة الغضب، ننتقد المدرب ونقسو على اللاعب ونتبادل لغة الإحباط ونصدرها لعمق المدرجات هكذا لمجرد أن الكل يرغب في أن يسجل موقفه ليقول لمن هم حوله (نعم أنا أهلاوي).

ـ هذا الانفعال وتلك الحدة التي نتقاسم أدوارها بالصوت والكلمة هي أبعد ما تكون عن صاحب التأثير الأقوى، هي أبعد ما تكون عن نهج رمز الأهلي وكبيره وداعمه الأمير خالد بن عبدالله الذي لايزال كما عهده التاريخ في ذات المكان ينأى بنفسه وبقراره وبردة فعله عن أي تجاوز قد تنعكس آثاره على هذا الكيان وعلى مستقبله.

ـ ففي الوقت الذي نرفض فيه الخسارة بغضب يأتي إلينا هذا الخالد ليقدم لنا الدرس البليغ في كيفية العمل والتعامل والقرار والحكمة والهدوء وبصوت العقل والعقل فقط .

ـ كرة القدم لعبة لا تخلو من الأخطاء، فاللاعب في ميادينها يخطئ حاله في ذلك حال البقية الحكم، الاداري، المدرب، المسؤول لكن الفارق بين رجل الحكمة خالد وبيننا لايزال شاسعا، فالرجل يحتكم لمنطق الرؤية المتزنة ونحن نحتكم لمطنق التعصب والعاطفة وما بين الوضعين كل من ينتمي للأهلي لايزال تلميذا في مدرسة هذا العظيم الذي بذل الكثير ليس بدعمه للنادي الراقي وألعابه المختلفة فحسب بل تخطى ذلك إلى حيث المساهمة في تقديم الفكر المثالي الذي يتركه أمامنا كوصفة علاج لعقولنا وأفكارنا التي تعاني داء الغضب والانفعال وأزمة التعصب.

ـ خالد بن عبدالله .. كبير الرياضة وخبيرها، مدرسة نوعية مختلفة ومن يحاول أن يدخل فصول هذه المدرسة حتى ولو عن بعد فلن يخرج منها إلا وبين يديه ما يكفيه من الوعي والحضارية والحكمة والاتزان ورقي الأخلاق.

ـ في حضرة أي هفوة تعتري واقع الأهلي فنياً ونتائجياً الكل يصرخ بلسان غاضب أما رجل الحكمة الأول خالد بن عبدالله فهو على النقيض، الرياضي المختلف، القيادي المحنك والخبير الفاهم يتعامل مع محيط الأهلي والرياضة من (زاوية العلاج لا من زاوية تعميق الجراح)، نجده يحتوي الأزمات أيا كانت فنية أم إدارية دونما ضجيج، يعمل للأهلي، يدعمه، يسانده، يحل مشاكله وكل هذا بصمت الكبار.

ـ هذا هو خالد بن عبدالله وتلك هي أخلاقه أما الذين (يهمسون ويلمزون) بحثاً عن تشويه الحقائق فلن يجنوا من هذه المحاولات البائسة إلا الخذلان.

ـ تم تجديد عقد تيسير الجاسم ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أي لاعب يريده الأهلي سيبقى ولن يغادر موقعه.

ـ تيسير قيمة أهلاوية مهمة في مستوى ما تقدمه لهذا الكيان فنياً وسلوكياً وأخلاقيا واحترافيا وبما أن ملف التجديد قد حسم فمن المهم أن نرى هذا النجم مبدعاً كما عهدناه .

ـ ختاماً .. قلت رأيي في تصرفات رئيس الشباب خالد البلطان ومن خلال مقال الإثنين الماضي لكنه لم يسلم من (مقص الرقيب).

ـ عموماً في بعض المواقف علينا أن (نستسلم) كما (يستسلم) المقال المكتوب لهذا المقص، فمن المحتمل أنه يرى ما لا نراه...

وسلامتكم.