علي الزهراني
نصر التحدي
2013-11-29

كل الفرق تجرعت مرارة الخسارة إلا نصر كحيلان فهو لايزال يسير بثبات الحماس والروح والتكامل، ينازل هنا ويقارع هناك ويغادر بعد كل هذا رافضا مفهوم الهزيمة وأي طريق يقود إليها.

ـ نصر المرحلة الذي نتعايش معه هو نصر التحدي والتميز والقمة، صحيح أن الكل اختلف حوله وعليه في سنوات مضت لكن الأصح من بعد هذا الاختلاف نراه اليوم بارزا في صورة فريق بات يؤسس للموقع المغاير الذي يعود اليه حاملا الذهب ومتوشحا بوسام تفوقه.

ـ النصر في صدارة الترتيب والنصراوي حين يصرخ قائلا (متصدر لا تكلمني) ففي مضمون المقولة الكل قد يجد له العذر فهو عاد لموقعه الطبيعي من بعد غياب مزمن ومن يعود ليتزعم كبار الكرة دونما هزيمة من كامل حقوقه أن يتنفس الفرحة حتى وإن كانت هذه الفرحة (مؤقتة).

ـ أمام الهلال وفي نزال الديربي الكبير فاز النصر على الهلال وأكمل بهذا الفوز أحقيته بصدارة مستحقة إن دلت على شيء فدلالاتها جميعا تشير إلى أن إدارته عملت واجتهدت كثيرا ومن يعمل ويجتهد حتماً سيصل إلى مبتغى طموحاته من أسهل الطرق.

ـ هذا الحضور الفني والنتائجي المغاير والمختلف الذي بات يتفرد به فارس نجد اليوم هو في تصوري مقدمة إيجابية في خارطة الطريق البطولي فالنصر مكتمل من حيث العناصر ومكتمل من حيث الاستقرار وأي فريق يمتلك مثل تلك السمات الفنية والادارية والمعنوية حتما سيبقى على مقربة من تحقيق كل أهدافه.

ـ أما في الطرف المقابل من الفارس ونجوميته فالذي يثيرني دائما أجده في ردة فعل (الهزيمة) فما يقال عند الفوز في مباريات ومناسبات وبطولات يصادره قول آخر عند الهزيمة العابرة.

ـ هؤلاء مشكلة أزلية يحكمون على الأشياء بعواطف اللحظة المتسرعة ونظرتهم للأشياء سوداوية فالمدرب يصبح عند الفوز (داهية) من دهاة الزمان والمكان أما حين تأتي الخسارة ولو حتى من بوابة مباراة وحيدة فهذا الداهية سرعان ما يتم تحوليه إلى خانة (الفاشل) وكل ذلك بأسباب الانفعال والغضب وردة الفعل التي غالبا ما تجافي منطق الحقيقة.

ـ عموما الدوري لا تزال ملامحه غائبة حيث إنه لا يمكن الحكم المطلق على تحديد هوية البطل وهوية البطولة فالمنافسة قائمة والنصر الذي يتربع في الصدارة قد يتنازل عنها ومن يحتل المركز الثالث والرابع فرصته في بلوغ دائرة التنافس على اللقب سانحة والجولات القادمة في تصوري ستكون منعطفا مهماً لتغيير الكثير من المواقع أعني مواقع تلك الفرق المتصدرة وتلك الفرق الأخرى التي تلاحقها.

ـ نجح الحكم الأجنبي في ديربي العاصمة وخفف علينا وطأة المعاناة من كوارث الحكم المحلي وقدم رسالته للجنة الحكام ورئيسها لعل وعسى أن يكون هذا الحضور الجيد للحكم الأجنبي سبباً في تدارك أخطاء المراحل السابقة وتصحيحها وهو ما نتمناه لحكامنا وللجنتهم.

ـ يقولون الحارس نصف قوة الفريق وهذا ما لم أره مع حارس الهلال عبدالله السديري الذي كان سبباً مباشرا أولا في هزيمة فريقه وثانيا في فوز النصر.. وسلامتكم.