علي الزهراني
رياضتنا وخطر الإفلاس
2013-11-26

بين مرحلة كان فيها مضرب المثل في الاستقرار الإداري والمالي، هاهو الاتحاد اليوم يجد نفسه في الاتجاه المغاير، يجد نفسه يعاني من ندرة المال ومن خزينة أضحت مثقلة بمديونيات أثقلت كاهله وشوهت تاريخه وربما قد تكون سببا مباشرا في إزاحته من موقعه الحالي إلى موقع آخر لايليق لاباسمه وبطولاته ولابتاريخه وجماهيريته. ـ هذا التحول الخطير الذي يشهده عميد النوادي اليوم قد يكون المقدمة لبداية المزيد من الأزمات لرياضتنا وأنديتها، أقول قد يكون اعتقادا مني بأن هذا الحال الذي تتعايش معه الأندية السعودية لن يدوم، فطالما أن الدعم المالي لها يستند على هبات أعضاء الشرف فمن المحتمل بل ومن المؤكد أن نجد هذه الأزمة الطاحنة في الإتي وقد امتدت لتصل البقية وعندها نعود وتعود رياضتنا إلى نقطة الصفر المربع، كلما حاولت النهوض سقطت في وحل معاناة المال وأزمته. ـ سنوات وكل من ينتمي لمجال الرياضة يترقب ميلاد الخصخصة، يرقب العمل المؤسساتي الصحيح الذي يلغي مزاجية الأشخاص ودعمهم، لكن برغم هذا الترقب الذي طال أمده لاتزال قضية التخصيص شائكة أكملوها كما يقولون على الورق إلا أنها لم تر النور بعد، أما لماذا ففي طيات هذا التساؤل العريض ما يجعلنا أكثر إحباطا والسبب أن المسائل الصغيرة لدينا تصبح معقدة هكذا دونما أسباب. ـ هذا الواقع الأليم الذي برز وتجلى في عمق النادي الثمانيني الكبير والذي ينذر بتحويله إلى مصاف أندية الدرجة الأولى يبقى رسالة مهمة في مضمونها ما يستوجب الوقوف أمامها والتصدي لها والبحث فيما بعدها في الحلول السريعة التي تكفل لرياضتنا وأنديتنا كامل الاستقرار، أما عكس ذلك فالذي نحن متفقون عليه أن بقاء الأندية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة تحت رحمة الأشخاص سيبقى معضلة خطيرة تهدد مستقبلنا الرياضي وتهدد كل طموح يراوده، فهؤلاء الأشخاص الذين يدعمون اليوم لن يستمروا طويلا فحتما سيرحلون ويغادرون الوسط الرياضي وبالتالي فالضرورة هنا تحتم سرعة وضع الحلول والمقترحات التي تشجع على تنفيذ وتطبيق نظام الخصخصة مع أهمية وضع الحوافز للشركات الكبيرة والبنوك الرائدة لكي تدخل معترك الاستثمار وتشارك بقوة في تفعيل هذه الأندية وهذه بالطبع مسؤولية يشترك فيها اتحاد الكرة والأندية وأعني بالتحديد صناع القرارات المؤثرة فيها، فهل يتحقق ذلك أم أن هذا الحال الذي قاد العميد الثمانيني إلى دائرة الأزمة سيتكرر مع البقية؟ ـ لانعلم لكننا نتمنى أن نرى على الواقع خطوات حثيثة تستهدف الارتقاء بالرياضة السعودية والأندية إلى أن تصبح بالفعل أكثر استقرارا ماليا وإداريا، وهذا لن يحدث في تصوري إلا من خلال البدء الفعلي في تطبيق عملية الخصخصة. ـ عموما ما يحدث للكيان الاتحادي في هذا التوقيت أمر محبط ليس لإنصاره بل لكل الرياضيين الذين أبدوا تعاطفهم مع ما يسمعونه عن هذا العميد الذي يعد ضلعا مهما في منظومة الرياضة السعودية وأي تأثير يصيب كرته ومستقبلها هو بالتالي تأثير يصيب منتخباتنا ومستقبلها. ـ أما في زاوية مغايرة عن هذه الأزمة الخانقة التي أصابت الاتحاديين في مقتل، فالذي يحتاج التوضيح السريع هل الإسباني لوبيز كارو سيستمر قائدا فنيا للمنتخب في أستراليا أم أن فلسفة التغيير التي دائما ما تجتاح المدربين ستعود إلى الواجهة؟ ـ سؤال يفرض نفسه، بعد الحضور الجيد للأخضر مع هذا الكوتش فنيا ومعنويا من الأهمية بمكان معرفة المصير المحتوم له وللمنتخب، مع الاعتقاد التام بأن الثبات على المدرب ومنحه الفرصة الكاملة وعدم التسرع في عملية التبديل والتغيير هي من أبرز المتطلبات التي يبقى منتخبنا الوطني الحالي في أمس الحاجة لها، وأغلب الظن عندي أنكم تشاطروني الرأي في ذلك.. وسلامتكم.