- لاعب كرة القدم الذي يمارس مهنته بالاحترافية المطلوبة وبما تشمل وتشتمل عليه من عوامل مهمة، يبقى عملة نادرة لاسيما في هذه المرحلة التي طغت على ملامحها الكثير من السلبيات. - فلاعب اليوم يختلف عن لاعب الأمس، يختلف في كل شيء، يختلف في ثقافته وأسلوبه مثلما يختلف في تعامله وتفكيره وفي أشياء أخرى، لن أجانب الصواب إن قلت إنها بسبب فهمه الخاطيء لنظام الاحتراف وفهمه الخاطيء لوسيلة المال وغايته. - تحدثنا عن هذه الفوارق بين جيل الأمس وجيل اليوم في العديد من المنابر الإعلامية، لكننا برغم كثرة الحديث وطول مدة النقاش والتحاور خرجنا دونما قدرة على تغيير مثل تلك المفاهيم الخاطئة، ليس قصورا في مضمون ما تم طرحه في هذا الجانب بل قصور في عقلية لاعب اليوم التي لاتزال مصابة وعليلة وتحتاج للمزيد من العلاج. - لاعب الاحتراف الذي نهتم بشؤونه في هذه المرحلة تركيزه الأول ينصب في خانة تحصيله المالي وليس في خانة تحصيله الفني المنتج وهنا تكمن المشكلة التي على غرار استمراريتها أضحت الأندية وبالتحديد الكبيرة منها تعاني، تعاني من الملايين التي تصرف وتعاني من ردة الفعل السلبية لهذا اللاعب المحترف الذي ما أن يخوض مهمته الأولى بعد إبرام عقده الاحترافي إلا وتجد نجوميته تلاشت وحماسته ماتت وتفكيره بين هذا وذاك مشتتاً. - بالطبع هذه المعضلة التي برزت مع نظام الاحتراف حتى وإن تقلصت إلا أنها تحتاج للمزيد من التوعية حتى نضمن لنجوم الكرة ومواهبها فرصة البقاء الفني الذي يدوم ولايتوارى سريعا، أقول هي تحتاج للمزيد من ذلك مع الاعتقاد بأن اختيار صقر الأهلي ونجمه البارز تيسير الجاسم كحالة إيجابية للاحتراف الصحيح قد يكون مساهما فاعلا في ذهنية الجيل الحالي على اعتبار أن تيسير الجاسم هو اللاعب رقم واحد الذي لم يتأثر كثيرا بنفس الحالات التي تأثر بها غيره، حيث استمر على منوال نجوميته المعهودة سواء مع فريقه الأهلي أم سواء مع المنتخب وهذا بكل تأكيد هو نتاج العقلية والثقافة العالية التي يتمتع بها هذا النجم الخلوق والرائع عن البقية. - شخصيا كم أتمنى أن تعمم على ذهنية كل اللاعبين المحترفين في أنديتنا انضباطية تيسير ووعيه وحسن تعامله مع المهنة التي يمثلها كون ذلك لو تم بالفعل فالنتيجة ستكون إيجابية، وسنرى ونشاهد تحولا سريعا وملموسا في العقلية والتي هي الأساس والمحرك لأي نجاح. - منذ عام 2007 وإلى هذا التوقيت هناك نجوم توارت فيما يبقى تيسير الجاسم (عيني عليه باردة) هو الرقم الصعب في منظومة الاحتراف السعودي. - عادل جمجوم برغم وضع الاتحاد الذي لايشجع على النجاح إلا أنه استطاع أن يمارس دوره كمحب لهذا الكيان. - ما يسجل لعادل جمجوم أنه كشف الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة عن جماهير العميد. - هذا الرجل أشد على يديه وأطالب باستمراريته لقناعتي بأنه متى ماوجد من يسنده ويسند توجهاته، فهنا قد يعود الإتي وتعود أمجاده.. وسلامتكم.