علمتني تجربتي مع الرياضة بأن الذي يعمل في هذا المجال الخصب يختلف عن غيره، يختلف في فكره وأسلوبه وطريقته كما يختلف أكثر في تعامله وأخلاقه وسلوكه، فهؤلاء حتى وإن كانوا سواسية في التوجه والاتجاه وغاية الهدف إلا أنهم متفاوتون في تصرفاتهم وأفكارهم وطبيعة أخلاقهم. ـ في هذا المجال أعني به مجال الرياضة هناك أسماء تأتي وترحل دون أن تجد لها موقعاً من الإعراب في قلوب الناس أما على العكس من ذلك فهنالك فئة أخرى تأتي وتغادر لكنها بين الحالتين تبقى محمولة بالحب والإعجاب في شغاف تلك القلوب الكبيرة التي تؤمن بأهمية التواضع والرقي والأخلاق والتعامل الحسن. ـ لن أتشعب كثيرا في هذا الجانب وسأكتفي بالإشارة إلى أن الأمير نواف بن سعد نائب رئيس الهلال والذي أرغمته ظروفه الصعبة على ترك المجال وتقديم استقالته هو أحد الأسماء الرياضية التي نالت الاحترام ليس من قبل الهلاليين بل نالت كل الاحترام من جميع الرياضيين الذين اتفقوا على رقي هذا (البرنس) ورقي (تعامله) وتميز (روحه الرياضية). ـ نواف بن سعد عمل في الرياضة لسنوات لكننا ونحن (نفتش) في أوراق تلك السنوات التي عمل فيها لم نجد ما يمكن اعتباره (تجاوزا) أو (صدمة) أو إخلالا بقيمة التعامل المثالي .. فهذا الرجل وأقولها بأمانة يتسم بالكثير من الوعي والحكمة والهدوء .. يختلف مع المنافس لكنه اختلاف (العقل مع العقل) .. يناقش .. يبرر .. يدافع فيما السائد بين كل هذه وتلك هو المنطق والموضوعية والأخلاق العالية التي هي من أرغمتني على أن أقف من خلال سطور هذا المقال كي أمنح أبا سعد بعضاً مما يستحق. ـ بالتوفيق لمثل هذا الرياضي الواعي الذي كان نموذجا رائعا ومثاليا في عمله وتعامله والأمل في أن نرى في جميع أنديتنا أكثر من نواف حتى نخفف ولو حتى قليلا من هذا التعصب الذي بات يهدد أخلاقنا وأخلاق رياضتنا. ـ من يحمل المسؤولية يجب أن يصبح (قدوة حسنة) فالمسؤول في النادي يختلف عن المتعصب في المدرجات على اعتبار أن الأول وليس الثاني هو من يتأثر به الجميع وبالتالي فالهرم هنا لا يجب أن يكون (مقلوباً) كما هو في بعض الأندية التي بات فيها المشجع البسيط الذي يقطن المدرجات هو من يصدر ويملي على المسؤول في ناديه المفضل كيف يتحدث وكيف يحدد ملامح القرار وملامح التعامل مع البقية. ـ حين تكون عدائيا وشتائميا فأنت تقدم لكل من هم حولك طبيعة التربية التي تلقيتها وطبيعة البيئة التي تخرجت منها. ـ في مجالنا الإعلامي أصبحت الظاهرة أن الغالبية يحاولون الوصول للقمة مستخدمين (الطريق الخطأ) يشتمون هذا ويشككون في ذاك طبعاً وبعض (الجهلة) من أمامهم ومن خلفهم يزمرون ويصفقون (عاشوا). ـ باختصار (كل إناء بما فيه.. )، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.. وسلامتكم.