علي الزهراني
الأخضر الذي نريد
2013-11-15

طبيعة المنافسة القارية تغيرت، ومع هذا التغيير الذي حدث على خارطة المستويات والنتائج ومراكز الترتيب، فالكل في جغرافية هذه القارة المترامية بات يتطور فيما نحن على النقيص لانزال (نتفنن) في (ردح) بعضنا، نقفز عن المضمون ونهتم بالهوامش ونرسم الخط العريض بعبارة الاتهام والتشكيك والشتم والذم وقبح الكلام. ـ أحزن كثيرا وأتألم عندما أرى هذا التحول الكبير بين ما حدث على مياديننا وبين ما يحدث هناك في الصين وكوريا واليابان، ففي الأولى العمل والتخطيط والتنظيم تسيره لغة التعصب، أما في الثانية فهذا العمل وبكلما يشمل ويشتمل يسير بمنهجية وعي آن لنا استيعابها جيدا، هذا إن كنا بالفعل نرغب ونطمح في تعديل المسار لأنديتنا ونجومنا ومنتخباتنا من مسار العشوائية إلى مسار التنظيم المثمر الذي يجلب النجاح والبطولة. ـ انظروا في غوانزهو الصيني.. انظروا في الكيفية التي تم من خلالها إعداده وتحضيره وجاهزيته للبطولة الآسيوية، فبرغم أن ميلاده يعد حديثا في هذا الاستحقاق القاري إلا أنه اختصر بالعمل الجيد كل المسافات واختصر قبلها الزمن وأصبح اليوم هو البطل الجديد الحامل للقبها. ـ ما أود توضيحه هنا هو حجم الفوارق في الوعي والتفكير والتخطيط بين ما يحدث في كرة الشرق الآسيوي وبين ما يحدث في كرتنا، حيث إن هذه الفوارق بات حجمها يتسع من عام إلى عام وبالتالي إذا لم نتعلم من هذا الأمر فقد يتحول الصعب إلى المستحيل وستبقى أنديتنا ومنتخباتنا غير قادرة على مقارعة هؤلاء. ـ علينا أن نعترف بأن كرة القدم لدينا لم تعد مشابهة لما كانت عليه في زمن الهواية والهواة لامن حيث قوة المنافسات ولامن حيث حماسة اللاعب ومهارته ولامن حيث المستويات والنتائج، فكل هذه مع تلك تنصف جيل الأمس ولايمكن لها أن تنحاز لجيل اليوم الذي تعطلت أقدامه وتفرغ لملاحقة ما تفرزه برامجنا وأوراقنا من الغث الذي يطغى على السمين، ففي هذا الجانب وأقولها بصراحة قيمة كرتنا تبرز في إثارة هذه البرامج والسجالات الصحافية فقط. ـ عموما لا أقول ذلك من باب التشاؤم بمراحل المستقبل بل أقول ذلك من باب الحرص على أن تكون لدينا جميعا رغبة واحدة نتشارك فيها حتى نعدل واقعنا الرياضي بما يسهم في ملازمة هؤلاء الذين تمسكوا بالنجاحات المتواصلة من حولنا، فهل نعمل من أجل ذلك أم أن الوضع سيبقى كما هو عليه؟ ـ لا أعلم بين الحالتين أين يكمن الجواب، لكنني أطمح بالتمني في أن نرى مقبل الأيام وقد فتحت لكرتنا فرص العودة القوية للمنافسات القارية واستعادة دورها التاريخي الذي لاينسى، قولوا يارب. ـ كبح جماح الإثارة المبتذلة على الفضائيات هو نقطة الحل الجذرية التي من شأنها أن تكون سببا في تطور كرتنا والعكس أراه دائما هو الصحيح. ـ إدارة الأهلي رائعة عملا وتعاملا. ـ هذه الإدارة تميزت لأن الذي يقودها كفاءة رياضية وضعت في موضعها الصحيح. ـ ببساطة فهد بن خالد من مكاسب الأهلي في السنوات الأخيرة.. وسلامتكم.