نهتم بالرياضة ونهيم فيها حباً لكننا مع هذا الاهتمام لا نركز كثيرا على العمل بقدر ما نركز على (الثرثرة) .. نتحدث ونسهب في سرد العبارات والمفردات والجمل الاعتراضية ونثبت بذلك أننا بالفعل بارعون ولكن (بالأقوال) وليس (الأفعال). ـ هذه الحقيقة تفرد وجودها في المدرجات والمجالس وعلى وسائل الإعلام فالكل ينافس الكل على بطولة (الكلام) تلك البطولة الوهمية التي أفرزت الغث وصدرته لهذا المجال وبات منذ عقود بمثابة المشكلة التي تعيق أي محاولة تستهدف النجاح سواء للاعب السعودي أو الحكم أو الاداري أو على وجه الخصوص المنتخبات الوطنية. ـ نتحدث .. نمارس التنظير ونتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء في بعض الأحيان في حين نعطي انفسنا أدوارا أكبر من أدوارها فالمشجع البسيط يصبح محللا والكاتب وصائغ الخبر يبدو لنا في ثوب المدرب الخبير وهذكا دواليك. ـ هنا لن أقف ضداً لمن يحاول أن يبدي لنا رأيه في شأن يختص بكرة القدم وقرارتها ونتائج العمل في منظومتها أو أسعى جاهدا لمصادرتها لكنني في المقابل من ذلك الأمر الذي يعد مشروعا للجميع أقول رياضتنا في أمس الحاجة لأهل التخصص والاختصاص كما هي حاجتنا نحن في أن نؤمن بهذه الحقيقة التي غابت في زحمة هذه (الثرثرة) التي تسيدت كل المراحل وأضحت السبب المباشر في الكثير من الأزمات والكثير من النتائج السلبية. ـ دعونا نفكر جدياً في تغيير هذا المفهوم الخاطئ .. دعونا نفكر جدياً في خيار (الصمت) وندع لأهل الإختصاص فرصتهم في العمل.. أقول دعونا نفكر ونغير المنهج السائد لعل وعسى أن يكون ذلك سبباً رئيسياً في إزالة ترسبات الخلل ومعالجته والعودة من خلاله إلى حيث بناء أمثل نرى فيه رياضتنا وقد استفاقت من كبوتها وتربعت من جديد على تلك القمة القارية التي تنازلت عنها منذ سنوات. ـ لماذا لغة التشكيك تتفوق على لغة المنطق والموضوعية؟ ـ لماذا يحدث ذلك في مجالنا الذي نحبه؟ ـ أسأل وفي قناعتي بأن السبب يتمثل في أن الذين يقودون المشهد الرياضي هم (المتعصبين) وبالتالي فالمنطق يقول الطالب نتاج المدرسة ونتاج المعلم. ـ الحضور الجيد لمنتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية يجعلنا نتفاءل بميلاد المستقبل المشرق لهذه العناصر الشابة التي تمثله اليوم. ـ هذه هي البداية أما القادم فلازال في أمس الحاجة للمزيد من العمل والمزيد من الجهود الإدارية والفنية وإن كنت أرى في أهمية التنسيق بين الأندية والمنتخبات ما يفوق أي خطوة أخرى كون ذلك هو الأساس في تركيبة أي نجاح منتظر والعكس.. وسلامتكم.