علي الزهراني
صرامة القانون
2013-11-11

مجال الرياضة كأي مجال آخر لن يطول النجاح إلا حين يصبح القانون نافذا والكل في ميزانه سواسية، أما على نقيض ذلك فالقانون الذي يحضر بعقوبته هنا ويغيب هناك سيبقى نقطة الخلاف التي تقودنا وتقود معنا هذا المجال الرحب إلى حيث المزيد من الإخفاق. ـ نختلف في قراءة المشهد وتتفاوت الرؤى في قضايا الرياضة لكننا قبل هذا وبعده نجمع بصوت الرجل الواحد على أن واقعنا اليوم يحتاج لقانون صارم يطبق وينفذ ولا تنحاز في طياته العقوبة لطرف على حساب طرف، ومتى ما نجحنا في إرساء قاعدة متينة في هذا الاتجاه فنحن بالتأكيد سنصبح مؤثرين في بناء المناخ الصحي المطلوب لرياضة كرة قدم محترفة وحضارية ومنتجة، مؤثرون بالدور ومؤثرون بالمسؤولية. ـ في هذه المرحلة كثر الصخب وتعالت أصوات الرفض والاحتجاج والسبب في كلما يحدث في أوساط الرياضة ليس إلا نتاجاً لضبابية بعض القرارات الصادرة التي تحضر بقوة وتغيب بقوة أكبر، الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة الغضب لدى الكثير من شرائح الرياضيين وبات التشكيك والاتهام هو البارز كخيار أوحد لتفسير مثل تلك الحالات التي حملت في بطنها العقوبات المتفاوتة بل والمتناقضة والغريبة في آن واحد. ـ على اتحادنا الموقر سرعة البحث في مشاكل لجانه وطبيعة قراراته وتعديل المسار من الطريق الخاطيء إلى الطريق الصائب حتى لايفقد الثقة ولكي لا يضاعف حجم المعاناة لدينا نحن معشر الرياضيين. ـ بصراحة ومع كامل احترامي لرئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد وأعضاء مجلس إدارته وكل لجانه إلا أنني كمتابع لم أجد من الاختلاف الإيجابي ما يجعلني أجزم بنجاح هذا الاتحاد المنتخب وتميزه، فالذي أراه ويلحظه معي الكثير أن المسألة لم تتجاوز مسألة (التنظير) و(الوعود) بل و(التخبيص)، ولعل أكبر الأدلة على ذلك وضعية التحكيم ووضعية لجنة الانضباط التي فاق فيها رقم السلب على رقم الإيجاب وتجاوز فيها الخطأ إلى أن وصل حد الكارثة في الكثير من المباريات والكثير من القرارات. ـ أما عن العميد وما أفرزته جماهيره ولاعبوه في لقاء النهضة، فبودي أن اسأل: هل هذا النادي وجماهيره فوق كل القوانين؟ ـ يخسرون ويتعادلون ويقررون بعد ذلك للضرب واللكم والرفس وأشياء أخرى تطير من المدرجات لتصل وجه الخصوم وفي صورة لا تمت للروح الرياضية بصلة. ـ أين سطوة القانون وقوة المسؤول يا أحمد عيد لماذا لاتحضر؟ ـ اسأل وأترك لمن يعنيهم الأمر كيفية إيجاد الإجابة الشافية لمثل تلك الحالة التي يبدو أنها ستكبر وتتفشى في ملاعبنا طالما أن الذي (يضرب) و(يرجم) لايختلف عن ذاك الذي يبتسم عند خسارته ويهدي خصمه الفايز وردة. ـ أجمل لحظة منتظرة هي تلك التي أرى فيها الدوري بين أحضان الأهلاويين ورمزهم الكبير والمحبوب الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز. ـ فهذه هي اللحظة التي تفوق في فرحتها أي لحظة أخرى، فهل يدرك أهميتها وقيمتها نجوم هذا الفريق العملاق لكي يكملوا مسيرة الانتصارات ويقلصوا الفارق مع المتصدر ويتربعوا في ذات المكان الذي يمنحهم اللقب؟ ـ كل مقومات التفوق والنجاح والتألق هي اليوم متوفرة في تركيبة الأهلي، المهم فقط بذل الجهد ومضاعفته ومتى ما بذل اللاعب في الأهلي جهده وحماسه فهو بذلك سيقول كلمته ويفرح ببطولته.. وسلامتكم.