علي الزهراني
دورينا ضعيف
2013-11-10

حين يعجز الاتحاد عن هزيمة النهضة، وعندما يخفق الأهلي والنصر في هزيمة العروبة، فهذه مع تلك هي المدلول الواضح على دورينا والضعف الفني الذي بات يعيشه. ـ سنوات مضت ونحن نردد عبر مساحاتنا مقولة (الدوري الأقوى)، هكذا نردد على (اللسان). أما الذي يتردد على (الميدان) ففي معطياته الفنية والجماهيرية ما يؤكد أن هذا الدوري لم يعد بذاك الذي تغنت به الجماهير الرياضية قبل عقود بقدرما تحول إلى آخر يعشعش عليه الضعف. ـ السؤال هنا: لماذا تحول الدوري السعودي إلى المنحى الآخر لتفوقه عربيا وآسيويا؟ هل الخلل في ندرة المواهب التي تمثل الأندية المشاركة فيه؟ أم أن الخلل في طبيعة المسابقة وفي من يقود مسؤولياتها؟ أم أن هناك أطرافاً أخرى هي من تتحمل كل أسباب ذلك؟ ـ شخصيا أرى أن ثقافة الاحتراف الصحيحة والتي غابت في طيات أخرى هي من كان لها اليد الطولى في بعثرة أوراق التفوق، فاللاعب السعودي المحترف لم يعد يفكر سوى في كم سيتقاضى، ما عدا ذلك فالمهم وهو المستوى الفني وتطويره هو في منظوره آخر الاهتمامات. ـ البعض يستغرب وهو يرى المدرجات خاوية لماذا لايحضر الجمهور؟ ـ هكذا يستفسر ويتساءل، أما الأجوبة فلا يمكن لها أن تتجاوز هذا التواضع الفني الذي تساوت فيه الفرق الكبيرة مع الفرق الأخرى التي تتذيل قائمة الترتيب. ـ كرتنا.. مسابقاتنا.. لاعبونا.. لجاننا لاتزال تحتاج الكثير الكثير من العمل حتى يتم ترسيخ المفهوم الصحيح والسليم لمعنى (الاحتراف)، فالكل هنا تراه يردد نظام الاحتراف لكنه في صميم المعنى تجده أبعد ما يكون عن ذلك، والدليل أننا برغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على تطبيق هذا النظام لم نستطع نصدر ولو حتى لاعبا محترفا للخارج. ـ ببساطة الشق في رياضتنا أكبر من الرقعة، فالذي يحيط هذه الرياضة لايتجاوز الاجتهادات، وطالما أن الوضع يبدو لنا كذلك فالأهم أن نغلق الصفحة ونتحول إلى حيث أخرى نشير فيها إلى ضرورة الإشادة بما يقدمه المدرب الوطني سامي الجابر، الذي بصراحة تفوق على كل (الخواجات).. وهذا بحد ذاته يعطينا تفاؤلا بالقادم وبمدى ما سيتم فيه من إتاحة الفرص للكفاءات الوطنية لتأخذ دورها وبما ينسجم فعليا مع ما تمتلكه من القدرات والإمكانات. ـ فهذا التوجه الذي سلكته إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز والذي اختص (بسعودة) النادي يعد خطوة شجاعة تحسب له، ومن الأهمية بمكان أن يكرر البقية التجربة فلربما حالفها النجاح. ـ مصطفى بصاص.. سالم الدوسري.. إبراهيم غالب.. فهد المولد، مواهب شابة سيكون لها الأثر البارز في صناعة المستقبل المشرق لكرتنا. ـ هؤلاء ومثلهم في أمس الحاجة للتحفيز وللدعم، والتحفيز والدعم لايقتصر على جوانب المال بل يشمل ويشتمل ثقافة الاحتراف الصحيحة حتى لاتتوقف طموحاتهم على غرار ما سبق وأن برز في مراحل زمنية مضت وللاعبين انتهت بهم المهمة في بدايتها.. وسلامتكم.