علي الزهراني
الاتحاد ضحية هؤلاء
2013-10-30

في سنوات مضت أشغلت وسائل الإعلام مساحاتها بداعم الاتحاد ومؤثره، فالكل في هذه الوسائل أشغل نفسه كثيرا بعبارات المديح للأول وبمفردات الثناء للثاني نظرا لما قدماه من الدعم لكرة القدم الاتحادية ونجومها حتى نجحت خلال تلك السنوات من تحقيق العديد من المنجزات محليا وعربيا وقاريا. - مرحلة زمنية لا يمكن تجاهلها لا من قبل جمهور هذا النادي الثمانيني الوقور ولا من قبل كل من له علاقة بكرة القدم والرياضة وأحوالها، أقول لا يمكن تجاهل تلك الحقبة الزمنية لاسيما في هذا التوقيت الذي طار فيه الداعم مع المؤثر فتحول عميد النوادي إلى سرير يفترش فيه المرض والمعاناة وسوء الحالة التي قد تؤدي به إلى حيث مكان آخر لم يعتد عليه. - تحدثنا عن أسباب انخفاض مستوى كرة القدم السعودية ، أسهبنا كثيرا في لماذا وكيف وما هي الأسباب، أما الحقيقة التي قفزنا عليها عمدا وجهلا فهي تلك التي تشير بوصلتها إلى أن بقاء الأندية تحت (رحمة) و(مزاجية) بعض الأشخاص الذين يبالغون في نثر الملايين في فترة زمنية ثم يرحلون بعدما ينالوا مرادهم من الشهرة والأضواء يعني الضعف، يعني الضياع ، يعني مزيدا من الانكسار. - الأندية الرياضية يجب أن ترتكز على العمل المؤسسي الصحيح الذي يجلب لها مداخيل مالية ثابتة تتنافى ومزاجية الأشخاص، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق الإسراع في التخصيص أما المكوث طويلا أمام هكذا وضعية فالذي نراه اليوم يعشعش في نادي الاتحاد قد يمتد إلى البقية وعندها ستتفاقم المشكلة ويصبح الخلل كبيرا وبالتالي سيصعب علينا معالجته وسيستمر غيابنا عن ملازمة الباحثين عن المنجزات والفوز بها . - ففي هذه المرحلة التي نرى فيها الكل من حولنا يسارع في خطواته نحو المزيد من التطور لابد لنا من وقفة جادة نستوعب فيها سلبيات الماضي والحاضر ونعمل بعدها لبناء الإيجابيات القوية والصحيحة التي تحفظ الاستقرار ماليا وإداريا لأنديتنا، ولعل واقع الاتحاد وظروفه التي تفاقمت فيها المعاناة يعد المنطلق لتحقيق ذلك، فهل نتعلم من الأخطاء والهفوات والكوارث التي مرت بها أنديتنا في زمنية (مغمور) يبحث له عن ضوء وفي مرحلة (سمسارعقار) يرغب في شهرة؟ - سؤال يفترض أن نجعل منه محورا للنقاش حتى نصل من بعد علامة الاستفهام التي تذيله إلى إجابات وافية وشافية تعدل وضع كرتنا وتسهم في تمتين العمل المحيط بها وتنجح في سلخ جلد هذا الواقع المرير وتبديله بآخر يتسم بالعافية والجمال . - مسألة (طبطب وليس يطلع كويس) مسألة لم تعد مقبولة لاسيما ونحن نقترب من بلوغ العقد الثالث لتطبيق نظام الاحتراف، حيث لابد من تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة بما فيها استغلال الأندية الرياضية من قبل بعض المقتدرين ماليا لتحقيق مآربهم من الشهرة مقابل عمل مؤقت ودعم مهما كان مفيدا في وقتها إلا أن نتائجه المستقبلية تأتي مأساوية على غرار ما نراه اليوم في أروقة الاتحاد . - النصر يتشبث بصدارة الترتيب . - هذا هو العنوان الذي لم يتغير منذ أسابيع، فهل يكمل فارس نجد ذلك ويحافظ على تفوقه ويجعل عنوان اليوم عنوانا للغد ويظفر بلقب الدوري؟ أم أنها مجرد (فورة حماس)؟ - لا أعلم، لكنني وكما قلت في مقالات سابقة (النصر هذه المرة يخوف)، والعمل الذي يحيطه رائع ومقنن ومنتج ومن هنا يمكن للفارس أن يعلن ذاته بطلا متوجا ليس ببطولة من بطولات النفس القصير بل ببطولة من العيار الثقيل وأعني بذلك بطولة الدوري.. وسلامتكم.