علي الزهراني
حيادية اللجان
2013-10-23

تعودنا واعتدنا على هذا الضجيج الذي يحيط اللجان العاملة في منظومة اتحادنا الموقر، ففي الوقت الذي تغيرت فيه الأسماء وتبدلت فيه الكراسي لايزال الصوت المضاد للقرارات هو السائد سواء من قبل المسؤولين في الأندية أم من قبل الجماهير الرياضية أو من بعض المنتمين لوسائل الإعلام وعلى وجه الخصوص تلك الفئة التي تكتب وتحلل وتناقش وتلاحق الخبر ولكن بنظرة الميول لابنظرة الحياد والإنصاف والموضوعية. - ها الصخب وذاك الضجيج وتلك الثرثرة الغاضبة لم ولن تسهم في تحقيق الاستقرار للرياضة ولن تسهم في تحقيق النجاح المنشود لها بقدرما تبقى معول الهدم الذي ينسف كل غاية ويحطم أي طموح يراود هذا المجال وأهله. - طبيعي أن نخطيء وطبيعي أن نجتهد ونخالف الصواب لكن الأهم بين كل هذا هو أن يكون الانتقاد محددا في الاتجاه المعني بحالة الخطأ كخطأ، أما تجاوز هذه الحالة والوصول إلى حيث الاتهام والدخول في الذمم واعتبار العاملين في تلك اللجان خائنين للأمانة فهنا الظلم بعينه، أقول هنا الظلم بعينه يقينا بأن الذين يعملون اليوم ليسوا منزهين حالهم في ذلك حال كل من يضطلع بمسؤولية، لكنهم وهنا مكمن الألم يجدون أنفسهم أمام تيار الرفض وتيار الاتهام هكذا لمجرد أن هذا الصوت الذي يصل إليهم لايرضى بأي خيار سوى الخيار الذي ينسجم مع تطلعات الميول التي ينبض بها قلبه على مدار الساعة. - محزن أن يصل الوضع إلى هذه الدرجة التي يصبح فيها الاتهام الجازم أمرا مألوفا وطبيعيا، ومؤلم أكثر أن نكرر ذات السيناريو لنكمل به مسيرة التعصب المقيت، تلك المسيرة التي خرجت عن طريقها الصحيح لتدخل الحيز الأسود الذي يتنافى مع كل قيمة أخلاقية للرياضة ومفاهيم المنافسة في ميادينها. - دعونا ياسادة ياكرام نتعلم من سلسلة الأخطاء التي قادتنا إلى هذا الوضع المأساوي، دعونا من التعصب، دعونا من العاطفة القاتلة وتعالوا نحسن الظن في كل من يعمل وفي كل من يخطيء، فهل أنتم معي في هذا التوجه أم أن لديكم خيار آخر؟ - لا أعلم عن الجواب لكنني أحلم كغيري من عقلاء هذا الوسط الجميل أن يأتي القادم القريب حاملا معه تباشير الوعي الجديد الذي يحيي في قلوبنا الأخلاق فنحسن الظن ولا نقبل بأن يقودنا (حب النادي المفضل) إلى التهلكة لنجلد هذا ونظلم ذاك وكل هذا امتثالا للانتماء والعاطفة والتعصب. - خلال الجولات الماضية تمسك النصر بصدارة الترتيب كحالة انتظرتها الجماهير النصراوية طويلا وتتمنى أن تكتمل بتحقيق اللقب وعودة فارسها إلى منصات التتويج، هذا من ناحية أما من حيث الناحية الأخرى فمارد الجنوب نجران الذي يحتل المركز الثالث حتى هذه اللحظة فهو الدليل على ثقة الرجال وعزيمتهم وحماسهم. - عموما الدوري لايزال في بداياته وهناك الكثير الكثير من المتغيرات التي ستطرأ على مراكز الترتيب وعلى هوية البطل وهوية البطولة، وهذا دون أدنى شك يعطينا التفاؤل برؤية جولات قادمة مليئة بالندية والإثارة.. وسلامتكم.