علي الزهراني
أعيدوا لنا ذاك الزمن
2013-10-03

مرحلة الوهن الذي أصاب الرياضة مرحلة مؤقتة مهما طال بها الزمن إلا أنها ستتبدل وتتغير وتنتهي لتبدأ مرحلة النهوض مجددا لهذا المجال الذي نحبه. ـ هكذا يتوقع صديقي وهكذا يرى، أما نحن من على جوار هذا الصديق الصدوق لانزال نردد الأمنيات ونسرد تفاصيل الأحلام لعل وعسى أن ينجح جيل الرياضة اليوم في استعادة الوهج المفقود واستعادة ما عرفناه في زمن الماضي الجميل الذي كان فيه اللاعب السعودي برغم (هوايته) يبدع ويمتع ويتفنن في كيف يكسب وينتصر ويعانق بهامته كل القمم. ـ في مراحل مضت تناوبنا جميعا على جلد كل شيء يتعلق بالرياضة، المسؤول، اللاعب، اللجان، الأندية، الإعلام، وحتى شريحة أخرى من الجماهير لم تسلم من ردح الأقلام كردة فعل لما آلت إليه نتائج مشاركاتنا وإفرازات نظام الاحتراف لدينا والتي في مجملها لم تخرج عن سلبية الأرقام المفجعة والتي على غرار حضورها تحولت الريادة القارية من اللاعب السعودي إلى جهات أخرى تتزعمها اليابان وكوريا. ـ أقول حدث وأن تعمدنا قسوة النقد في مراحل مضت فهل بعد تلك المراحل التي تساقطت أوراقها من حزمة التاريخ نجد ما يقود نجومنا وأنديتنا إلى بناء مرحلة مختلفة مشجعة في صورتها وإيجابية في كل نتائجها؟ ـ بالطبع الكل يتمنى رؤية ذلك وإن كانت معطيات العمل الصحيح والمحترف تبقى هي الأكثر تأثيرا من الأحلام والآمال والأماني إلا أن مخرجات المرحلة التي نتعايش معها قد تعطينا مجددا بعضا من بصيص الأمل في استعادة الزمن الجميل أو بالأحرى استعادة بعضا من بريقه الذهبي حيث إن قوة المنافسة في الدوري وعودة (الكبار) إلى مواقعهم الطبيعية هو في تصوري أحد أهم المؤشرات التي تكشف لنا قرب انفراج أزمة أنديتنا ومنتخباتنا مع الغياب. ـ هذه البداية المشجعة والمفرحة التي عاد بها النصر كما عرف عنه قويا صلدا في دائرة المنافسات مع تلك التي تعنى بجاهزية الهلال وصلابة الأهلي وحماسة الاتحاد هي عوامل مهمة وإن قلت هي المقدمة الصحيحة لمعرفة إجابة متى يعود اللاعب السعودي ليكرر ما سبق وأن فعله جيل ماجد وسامي والثنيان وأحمد جميل والمسعد وفؤاد أنور فهذا هو المنطق الصحيح الصائب فكما قيل (قوة الأندية) هي (قوة المخرجات الفنية) كما هي (مدخلات القوة الدافعة) لتحقيق المنجزات للمنتخبات وطالما أن مخرجات الأندية بدأت تأتي في سياق إيجابي فمن الممكن أن نرى في القريب العاجل عودة قوية وفاعلة ومؤثرة للأخضر السعودي وهذا ما نتمناه ونحلم في تحقيقه. ـ أما بعيدا عن هذا الاتجاه فالذي يستحق الاهتمام هو ذاك الجانب المتعلق بدعم (الكوادر الوطنية المبدعة) فنيا وإداريا، فهذا سامي الجابر منحت له الفرصة ليأخذ دوره كمدرب ونجح بل تفوق في غضون أسابيع على مدربين كبار جلبوا بالملايين من الدولارات وأثتبت أن (الموهبة السعودية) لا تختلف عن أي موهبة أجنبية وإن كان هنالك اختلاف فربما مالت كفة الأفضلية لها. ـ هي كرة قدم وليست معادلات كيميائية بمعنى أن المهمة سهلة وميسرة وبسيطة سواء للاعب أو الإداري أو المدرب المهم أولا هل نحن بالفعل أكثر إقتناعا بما لدينا من القدرات التي تستحق الدعم لتأخذ دورها في القيادة الفنية؟ ـ لن أجيب على السؤال لكنني واثق قبل السؤال وبعده أن أي دعم يطال كوادرنا الرياضية الوطنية ستكون انعكاساته إيجابية ومفرحة وليس العكس فهل من مجيب؟.. وسلامتكم.