التفوق والتألق والنجاح والوصول إلى حيث غاية الفوز لا تقتصر على خطة مدرب ولا على مهارة لاعب بقدر ما هي نتاج (العقلية)، أعني عقلية الذكاء والدهاء التي متى ما كانت حاضرة فمع حضورها يصبح الصعب سهلا والطريق الشائك ميسرا والهدف أي هدف مهما تجمعت حوله الظروف إلا أنه سيبقى من خلال مخرجاتها سهل التحقيق والعكس من ذلك يبدو صحيحا على اعتبار أن غياب تلك العقلية التي أعنيها سيعمق الانكسار ويضاعفه ويصبح عائقاً أمام أي محاولة تستهدف الحصول على الغاية المرسومة. ـ كرة القدم لدينا لاتزال لغة للأقدام وليس لغة للعقول وهنا مكمن المشكلة فما بين مهارة القدم ومهارة العقل ها هي الفجوة تتسع ومع هذا الاتساع المضطرد ها هي النتائج تأتي على أرض الواقع مخيبة لكل الآمال خصوصا عند بعض الأندية التي نثرت الكثير من ملايين الدولارات لكنها برغم ذلك لم تجن إلا ثمرة الإخفاق. ـ سنوات ونحن نلحظ مثل هذا وفي المقابل منه جميع المهتمين بشؤون كرة القدم لم يجدوا ما يوحي برؤية المتغير المفيد لمثل هذا القصور التام في بناء العقلية المطلوبة التي تدعم كل الوسائل الممكنة لتحقيق النجاح، نجاح اللاعب وموهبته ونجاح المدرب وخطته ونجاح النادي وعمله. ـ قلتها سابقا ولا يمنع من تكرارها في هذا التوقيت مخرجات العقول هي من يسهم في تحقيق النجاح التام في أي عمل بما في ذلك العمل المرتبط بلعبة كرة القدم أما المهارات ومخرجات الأقدام فهي لا تكفي، أقول هي لا تكفي مع أن الأغلبية لا تزال تتعامل مع هذه الأخيرة ولكن وفق القراءات التحليلية الخاطئة. ـ عموما كل من يرغب في إكمال دعمه وعمله والوصول به إلى غاية النجاح المطلوب فما عليه سوى تحريك مدارك العقل وتنميتها وتطويرها سواء للاعب أو الاداري ومن يستطيع بالفعل القيام بهذا الدور سريعا فمن الطبيعي أن يختصر طريقه ويصل في نهاية المطاف إلى حيث يريد إلى حيث الهدف وغايته ونجاحه وتألقه. ـ ما يفعله العروبة في دوري جميل وهو الفريق الصاعد للتو من مصاف الدرجة الأولى يدعو للدهشة. ـ فهذا الفريق الجديد فاز على الاتحاد وتعادل مع الأهلي والفتح على أرضهما وواصل تقديم مستوياته الرائعة بالحماس والروح بل وبثقة النفس التي قدمها أبناء الشمال القادمون من جوار مسجد عمر بن الخطاب لتكون عنواناً لهم ودليلا على تميزهم. ـ برافو عروبة الجوف وبالتوفيق لكل من يقف داعماً ومساندا ومشجعا. ـ مهمة الأهلي أمام الاتحاد في ديربي الغربية هو منعطف مهم للفريقين معا لاسيما الأول الذي يحتاج إلى الفوز لكي يضمن له موقعاً مهماً للمنافسة على لقب الدوري كما هو حال الثاني الذي يحاول في زحمة الظروف أن يقول للجميع (الاتحاد هنا في موقع الصمود). ـ محمد قاسم ظهير الاتحاد الأيسر سيكون علامة فارقة في هذا المركز ولكن شريطة أن يحظى بالمزيد من الاهتمام الفني. ـ هذا النجم الشاب أراه ظهير المستقبل وخاصة في الجوانب المتعلقة بالنزعة الهجومية التي يجيدها بكل براعة. ـ مثل تلك الموهبة وبروزها وتألقها يأتي كشهادة إنصاف على أن الاهتمام بالقطاعات السنية هو القرار الذي يطغى في أهميته على أي قرار.. وسلامتكم.