علي الزهراني
الدوري نصراوي
2013-09-26

ـ بين الماضي القريب والحاضر الذي نتعايش مع معطياته، تأتي صورة نصر اليوم مغايرة، وفيها من الاختلاف الجميل ما يجعلنا نتفق بالصوت والكلمة على أن هذا الفارس المغوار تبدل وتغير وأضحى في قائمة من يصيبهم رهان البطولات. ـ قد نجازف غالبا بالتوقعات فنخسر الكثير من هذه المجازفة، لكننا حين نعتمد على وسائل التقييم الفني والمعنوي فمن البديهي جدا أن نصل بعد هذا التقييم ووسائله إلى حقيقة ما يشهده الفارس من تطور ملحوظ في مستوياته ونتائجه، وهو المتغير الإيجابي الذي سيضع هذا الفريق العتيق على أعتاب المنصات. ـ عمل كهذا الذي نراه اليوم مع كحيلان وكارينيو والكتيبة الصفراء لابد أن ينصف، مع أن الإنصاف الحقيقي لا يختص بعبارة الكاتب ولابرؤية المحلل وإنما الإنصاف الحقيقي لمثل هكذا عمل هو أن تنحاز له القمة وتفتح له أبوابها وتحتفي به كبطل. ـ معنويا.. فنيا.. جماهيريا، الكل في أروقة فارس نجد يحدوه الأمل هذه المرة في أن تكون البداية التي استهلها الفريق بالانتصارات مقدمة فعلية تقود إلى النهاية المطلوبة، والنهاية المطلوبة هي تلك التي تجلعه في قائمة المتوجين وأصحاب الكلمة العليا في تحديد هوية المنجزات ومكانها. ـ تابعت كل النزالات التي خاضها النصر وتمعنت في مضمونها الفني والمعنوي، وأيقنت أن تباشير الفرح باتت تدنو أمام كل عاشق لهذا العملاق الذي أوشك على أن ينهي سنوات العجاف ويعود إلى حيث كان، إلى حيث البطولات الكبيرة التي إن تحققت فهي الامتداد الطبيعي لتاريخه المجيد الذي لاينسى. ـ أدرك صعوبة المهمة، وأعلم يقينا قوتها، لكن الذي أعرفه أكثر أن القائمة التي ينازل بها كارينيو خصومه قادرة على أن تكسر مجاديف الصعاب. ـ جميلة تلك البداية، والأجمل والأروع أن تكمل الكتيبة الصفراء طريقها نحو الهدف المنشود لتنهي هذا الحضور المتميز لها ولو حتى ببطولة تكون العربون الثمين الذي يشق الطريق مجددا للصمود والبقاء في ركب الأبطال ومزاحمتهم. ـ مؤكد أن مشوار الدوري طويل وشاق، ومؤكد أكثر أن الطموح الذي يراود النصراويين هو نفس الطموح الذي يراود منافسيهم، لكن وبالرغم من ذلك نحن في هذه المرحلة نجد أمامنا فريقاً مؤهلاً، مؤهل بحماسه، ومؤهل بنجومه، ومؤهل بأشياء هي من المدرجات وإليها. ـ بالتوفيق لفارس نجد، أقول بالتوفيق لهذا الفارس ولكل من يمثله اعتقادا مني بأن أي تفوق يسجله على ميادين كرة القدم سيسهم أولا وأخيرا في تفعيل القوة في كرتنا، كما أنه سيكون الإضافة المطلوبة للإثارة والندية والتشويق، وهي المتطلبات التي لانزال نحلم برؤيتها لأنها تبقى القاعدة والأساس في التطوير الذي ننشده. ـ ما أن يخسر هذا الفريق أو ذاك بسبة خطأ تحكيمي إلا وتجد غالبية المنتمين له يصرخون و(يولولون)، أما حين يحضر العكس فالصورة هنا تبدو أكثر قبحا وأكثر سوادا. ـ مشكلتنا الأزلية في الرياضة تكمن في حدة التعصب التي تتملكنا والتي أضحت من المعوقات الرئيسية لنجاح الرياضة وتألقها.. وسلامتكم.