خرج الأهلي وودع الشباب فتحول مشهد الطرح السائد بين كل الرياضيين إلى تكرار ما سبق وأن كان عليه في مواسم مضت. ـ مشكلتنا في هذه البطولة أننا في غالب الأحيان نتعاطى الحديث عن مشاركة أي فريق سعودي بنوع من المبالغة نقلل من قيمة الخصم ونحدد مسار اللقب هكذا لمجرد أننا (متفائلون) مع أن التفاؤل في واقع رياضتنا اليوم ليس له موقع من الأعراب، أقول ذلك ليس من باب الانتقاص بل أقول ذلك من باب الحقيقة التي لاتزال تؤكد عبر مضامينها ضعف الأندية السعودية ونجومها مقابل تلك الأندية التي نجحت في توسيع فجوة التفوق فوصلت بالعمل الاحترافي الجاد وأسقطت من حساباتها الثرثرة والوعود والكلام الذي لا يثمر النجاح. ـ هذا السقوط المدوي للأهلي والشباب ليس الأول بقدر ما هو الامتداد الطبيعي لحالات مشابهة حدثت لأنديتنا ومنتخباتنا في الوقت الذي لم نجد فيه حتى اللحظة أي بارقة أمل في هذا الاحتراف الذي مارسنا تطبيقه على الورق ولم نجن منه إلا شكوك الانكسارات. ـ البعض قد يرمي بتبعات الخروج المر للمدربين لكن الرؤية الصحيحة تأتي إلينا بما ينصف هؤلاء الذين تغيروا وتبدلوا فيما ظلت معاناتنا قائمة. ـ نعم المدرب أي مدرب يتحمل جزءا من الهزيمة حالة في ذلك حال الفوز والانتصار لكن التركيز عليه ووضعه في قالب الإدانة الكلية وغض الطرف عن المسببات الأخرى أسلوب يتنافى مع منطقية التحليل السليم لواقع أنديتنا التي تسيرها عقليات هي أبعد ما تكون عن الاحترافية. ـ انظروا في ثقافة اللاعب السعودي وقارنوها بأقرانه وتمعنوا أكثر في كيف يدار العمل المحيط به عندها ستتفقون على أن هنالك جوانب قصور كبيرة وواضحة هي من ساهمت في إبراز هذا الوجه الشاحب لرياضة كرة القدم لدينا. ـ عموما نحن اليوم أمام مرحلة مفصلية تتطلب منا جميعا المكوث أمام سلسلة الأخطاء التي حدثت في نظامنا الاحترافي أقول نحن أمام مرحلة مفصلية تتطلب ذلك على اعتبار أن الوضع العام الذي تشهدة كرتنا لا يوحي ببوادر مشجعة وإذا لم نملك الشجاعة في استقراء هذا الوضع العام كما ينبغي فالقادم سيأتي إلينا بما يعمق فجوة الغياب التام في مثل هذه الاستحقاقات التي أصبح حضورنا فيها صعباً ومستعصياً إن لم يكن الصمود وتحقيق ألقابها من سابع المستحيلات. ـ الأهلي خسر من سيئول الكوري بعدما أضاع فرصته الحقيقية في الشرائع، ففي مهمة الذهاب كانت الفرصة مواتية إلا أن غياب اللاعب الهداف كان سبباً مباشرا فيما آلت إليه تلك النتيجة وسببا آخر فيما آلت اليه مهمة الإياب وهنا يمكن وضع الادارة الأهلاوية تحت دائرة المسؤولية لأنها قررت عكس ما كانت تتطلبه مصلحة الفريق وبالتحديد تسريح الثنائي عيسى المحياني وبدر الخميس والذي يعد قرار متعجلا وخاطئا وليس له ما يبرره. ـ أيهما أفضل الرهان على مجرشي أم الرهان على المحياني والخميس؟ ـ مجرد سؤال أطرحه في حين أرى كفة الجواب الصحيح تميل لصالح ذاك الثنائي الذي كان بين متناول اليد لكنه طار. ـ ختاماً كل بطولة آسيوية وطموحاتنا وأحلامنا الوردية في سبات عميق.. وسلامتكم.