|




علي الزهراني
احترافنا غير مكتمل
2013-09-08

سنوات ونحن نمارس احتراف كرة القدم ولكن ممارسة نظرية لا تتجاوز حدود الورق، أما على واقع التطبيق فنحن أبعد ما نكون عن هذا النظام ولوائحه وبنوده واحترافيته. ـ قناعة، بل رأي، بل هي بين القناعة والرأي حقيقة دامغة فلا نحن (محترفون) ولا هو نظامنا الرياضي بكل لجانه وعامليه (محترف) وإنما مجرد مسميات نحاول من خلالها إقناع أنفسنا بأننا بالفعل (مثل) الآخرين هكذا لمجرد الإقناع فقط. ـ انظروا وتمعنوا في واقع ما نسميه (الاحتراف) انظروا في اللاعب.. في القرارات.. في طبيعة عمل الإدارات عندها فقط ستخرجون بما يكفي للاقتناع التام بأننا لم نتجاوز بعد حدود عشوائية نظام الاحتراف لا حدود الفهم السليم للوائحه وبنوده وثقافته. ـ هذا الفهم الخاطئ والتطبيق العشوائي الذي استمر طويلا هو من أنتج لنا وضعاً كروياً مغايرا ومعاكسا لكل النتائج التي نتأمل في تحقيقها والدليل أننا وبرغم سنوات عمر الاحتراف الذي شارفنا على دخول عقده الثالث لم نجد لاعبا محترفا في مهارته ونظامه وثقافته، كما لم نتعايش مع مخرجات إيجابية من الأندية ومن اتحادنا الموقر ولجانه وإنما على النقيض فكل المخرجات سلبية واستمرت سلبية كون الإطار العام لفهم الاحتراف تم اختزاله في (المال) والمال فقط. ـ كمحصلة عامة رياضة كرة القدم مع نظام الاحتراف توارت ولم تستطع تحقيق ما يتوازى مع مرحلة الهواة، بل إن الماضي التليد لها كموهبة وكمهارة وكمنجز تحقق مع أسماء لم تعرف الاحتراف لكنها تعرف معنى كرة القدم ومتطلباتها هكذا بالفطرة لذا نجحت وتألقت وأضحت اليوم بمثابة الذكريات الجميلة التي نعود إليها مع كل لحظة إخفاق ومع لحظة أي انكسار. ـ لن أطيل كثيرا في هذا الاتجاه لكنني في المقابل أتمنى كما يتمنى أي رياضي في أن يبادر اتحادنا الموقر وكل لجانه مع الأندية وكل صانع قرار في أركانها إلى رسم خارطة احتراف حقيقي تستهدف تنمية الفكر السليم لدى جيل اليوم والغد لتصل إلى الدائرة الصحيحة التي تبني في عمق اللاعب الاحترافية المنطقية في الفهم والعمل والتفكير وفي كل شأن يختص به وبمهنته وما تحتاج إليه، فهل نرى ذلك ونشاهده أم ستبقى الصورة كما كانت عليه، تبقى مجرد تكرار لما سبق وأن تعودنا عليه؟ ـ بالطبع هذا السؤال الأكثر صعوبة نتركه للمرحلة الزمنية القادمة لعل وعسى أن تأتي بما يسر ويسعد كل عين لاتزال تترقب النجاح لرياضتنا وأنديتها ومنتخباتها ونجومها. ـ العروبة سجل أول مفاجأة في دوري جميل عندما نجح في إلصاق أول هزيمة للاتحاد. ـ هذه الحالة ربما تكررت وأعتقد أن المفاجأة في دوري جميل لن تتوقف عند حاجز العروبة وفوزها على الاتحاد بل ستشمل البقية والله أعلم. ـ بيريرا مدرب جاد ومتحمس ويحمل فكراً تدريبياً جيدا لكن الظروف التي أقصت الحوسني وساهمت في استمرارية إصابة فيكتور وعادت سريعا لتقصي الكوري هون سوك هي ظروف خارج إرادة هذا الكوتش لهذا نتمنى أن تكون الخيارات المراد إتاحتها للفريق في زحمة تلك الظروف الِشائكة إيجابية ونافعة لا أن تكون فقط مجرد مسكنات وقتية لا تحقق ما يصبو إليه الأهلاويون. ـ ختاماً الموسم الرياضي طويل والمنافسة فيه شاقة وصعبة والبقاء لمن يمتلك البديل الجاهز فمن يا ترى هو ذاك الذي يمتلك البديل الجاهز؟ ننتظر ونترقب لنتعرف على كل الأجوبة وبالتوفيق للجميع.. وسلامتكم.