علي الزهراني
دفاعات مضروبة
2013-09-07

بالغت الأندية كل الأندية في ضخ الكثير من الأموال ما بين أجهزة فنية وإدارية ولاعبين أجانب وتجاهلت في مقابل ذلك كل النصائح التي قيلت في الوقت الذي وصلت فيه مراكز الدفاع والحراسة إلى مرحلة مؤلمة فيها من الوهن والضعف ما كان سبباً مباشرا في ولادة تلك الانكسارات التي توالت على كرتنا إقليما وقاريا وعلى كافة الصعد سواء صعيد الأندية أو المنتخبات. ـ فما بين الماضي الذي فات وطويت صفحاته وما بين حاضر اليوم الذي نعيشه ونتعايش معه لا يزال الشكل العام للضعف في تلك المراكز هو من بات يحدد الكثير من المستويات والكثير من النتائج ولكن في الإتجاه السالب وليس الإيجابي على اعتبار أن الحارس الذي يملك القدرة على الذود عن مرماه أصبح مع المدافع (صمام الأمان) عملة نادرة يصعب علينا مشاهدتها وبالتحديد في هذه المرحلة الزمنية التي هي الأكثر سوءا بالنسبة للكرة السعودية أندية ومنتخبات. ـ هذا الخلل أو هذه المحصلة الفنية التي نراها اليوم ماثلة أمام أنظارنا لم تكن لولا عشوائية التخطيط الذي تنتهجه أغلبية أنديتنا كون هذا التخطيط في مفهومه الشامل تمحورت خطوطه العريضة صوب المهاجم وصانع الألعاب والمدرب صاحب (السجل الحافل) فيما تجاهلت وقفزت عن ضرورة الاهتمام بصقل المواهب في مراكز حراسة المرمى والدفاع وبالتالي هاهي تلك الأندية لاتزال تعاني بل هاهي لاتزال تواصل نزيفها الفني والنتائجي بفضل ما وصلت إليه حالة هذه المراكز التي تعد هي الأكثر أهمية في تحديد هوية الرقم الإيجابي وبالدرجة التي تفوق مراكز خطي الوسط والهجوم. ـ العمل الذي يختص بتفعيل جوانب القوة في كرة القدم يعتبر عملا تكامليا تتوازن فيه النظرة بين كل مقومات الفريق دفاعا ووسطا وهجوما، أما التركيز على جانب وتجاهل جانب آخر من هذه المقومات فهذا التركيز سيبقى مجرد المدلولا والتعريف على سياسة اتخاذ القرارات الخاطئة. ـ ماذا حل بنادي الاتحاد؟ لماذا كل هذا الجفاء من كبار أعضاء شرفه؟ أين حماس الداعم؟ أين دعم المؤثر؟ ـ لماذا غاب الجميع؟ أين يكمن السبب؟ بل إن السؤال المهم الذي يحتاج إلى جواب شاف وواف.. هل يستحق عميد الأندية وكبيرها الثمانيني الوقور كل هذا من أهله؟ ـ أزمة مالية خانقة.. ديون متراكمة.. شكاوى متنوعة، كل هذه والمحاولات الإدارية التي تقابلها مجرد عشوائية تتكرر مرة من الفايز وتارة من الجمجوم. ـ شخصياً لم ولن أستغرب أن تصبح حالة الاتحاد اليوم كظاهرة تعمم على البقية، أقول لم ولن أستغرب ذلك طالما أن مصير ومستقبل أنديتنا لايزال مرهونا بيد (الأفراد) ومزاجيتهم. ـ من المبكر الحكم على اللاعبين الأجانب إلا أن كل المؤشرات تشير إلى تواضع مستوياتهم وتواضع تأثيرهم، فالأغلبية مجرد (تكملة عددية) تحت أسماء أجنبية فقط.. وسلامتكم.