علي الزهراني
بين الحوسني وسوك
2013-09-06

من غير المنطقي أن نبادر في استخراج الرؤى المسبقة التي تختص بتقييم المدربين وعملهم ومن يعتمد على ذلك ويقره لا يمكن له أن يصل إلى تلك المسافة التي تقربه من المتلقي بل سيجد ما يتناوله بين السطر والسطر مجرد عبارات يصف حروفها هكذا لمجرد تكملة فراغ الجملة. ـ في الرياضة وبالتحديد في كرة قدم من يرغب في وضع ميزانه لتقييم عمل المدربين مطالباً أولاً بتوفير الشروط الصحيحة لهذا التقييم وأولها (التوقيت) حيث إنه من الصعب وضع هذا المدرب أو ذاك الآخر في عملية تقييمية نهائية لمجرد مباراة أو جولة في الدوري دونما الأخذ بالاعتبار لأهمية الوقت الكافي والذي دائما ما يحتاج إليه حتى يكمل ما لديه من أفكار وخطط وإستراتيجيات أما أن يتجاوز البعض عن كل هذا ويبادر في إصدار الحكم القاطع بالنجاح أو الفشل ومن خلال مباراة أو جولة فهنا مكمن العلة ورأسها. ـ لن أخوض طويلا مثل هكذا فكرة ولن أسهب في البحث عن مدلولات تصادق عليها لكنني في ذات السياق أقف أمام مدرب الأهلي البرتغالي بيريرا وأمام فكره ورؤيته وأمام ظروف عاصفة هي من باتت اليوم تتسيد المشهد. ـ بيريرا مدرب كبير ويعتمد على منهج فني يختلف عن غيره لكن هذا المنهج برغم تفاوت وجهات النظر حوله سواء بالاتفاق النسبي أو بالإجماع الكلي لا يمكن أن يحقق المطلوب من النتائج الإيجابية طالما أن الفريق يعاني هجوميا خاصة بعد إصابة الكوري هيون سوك. ـ الأهلي في المواسم الماضية كان لديه هجوم ضارب وقوي لكن هذه القوة الضاربة تلاشت أو هي على وشك أن تتلاشى برحيل الحوسني واستمرارية إصابة فيكتور سيموس بل إن القرار الفني الذي أمر بتسريح المحياني والخميس هو الآخر جاء سلبياً فها هو الكوري هيون سوك يغيب عن الملاعب لقرابة الشهرين وربما تزيد المدة وقائمة الفريق خالية تماما من البديل الهداف. ـ بالطبع ليس حكماً قاطعاً أصدره على منهجية العمل الفني في الأهلي لكنني من خلال نتائج المرحلة أقول بعض القرارات خاطئة في توقيتها وليس بالضرورة أن تكون القرارات الفنية التي تختص بالمدربين صائبة دائما بل على العكس فما حدث في قرارات الاستغناء عن المحياني والخميس وإلغاء عقد الحوسني تعد قرارات خاطئة والكل يتفق عليها. ـ عموما بالتوفيق للأهلي والأمل في أن يتجاوز ظروفه ويسارع الخطى من أجل ترتيب الأمور المتعلقة بصناعة بدلاء أقوياء ودكة احتياط متينة وهجوم مؤثر حتى يتمكن بيريرا وإدارته ولاعبوه من إكمال الموسم الرياضي الحالي على الوجه الذي ينتظره الجمهور سيما وأن كل ما يحتاجه الفريق قد تم توفيره من قبل الرمز الكبير والداعم الأول الأمير خالد بن عبدالله ، بالتوفيق والأهلي قادر على إسعاد جماهيره وإسعاد كل محبيه. ـ النصر هذا الموسم هو المختلف الأبرز بين كل الفرق. ـ فارس نجد أو العالمي كما يحلو لجماهيره ظهر في أول مبارياته بكامل جاهزيته الفنية فهل هذا المشهد الأول في مسيرة الدوري سيكون المقدمة لرسم خط النهايات البطولية التي غابت عن الأصفر منذ زمن؟ ـ سؤال يطرح وإجابته بيد لاعبي هذا الفريق العتيق. ـ ختاماً هل ما سمعناه عن رابطة المحترفين حول ملاحقة كل من ينتقد الحكام صحيحا؟ ـ إن صح الخبر فهذه (مهزلة) وعندما نقول مهزلة فهذه قناعة تامة بأن أي محاولة تستهدف كبح جماح انتقاد الأخطاء تعد محاولة مرفوضة ولا قبول بها في زمن سقف حرية الإعلام المرتفعة.. وسلامتكم.