نهتم باللاعب النجم ونحادث الناس عن مهارته ودوره وتأثيره لكننا في المقابل لا نزال نجهل التعامل الصحيح مع مهنة التدريب ومع من يتولون القيام بها فما أن يخسر هذا الفريق أو ذاك إلا وترى العجب العجاب، الكل يحلل والكل ينظر والكل يطالب ولكن في إتجاه واحد عنوانه البارز (ألغوا عقد المدرب). ـ هذا الواقع المرير الذي تم تأسيسه بثقافة نقدية خاطئة هو من أثر بسلبياته على الكرة السعودية فلا هم المدربين الذين توالوا عليها مكثوا طويلا ولا هي قرارات التغيير أسهمت في تحقيق ما نصبوا إليه من النجاح. ـ هنا لن أفتح الملف كي أقدم لكم أعداد من شملتهم قائمة الماضي القريب من مدرببين وصلوا وغادوار دونما يقدموا ما لديهم من فكر ليس لضعفهم وضعف إمكاناتهم وإنما لكون أن (الهزيمة) العابرة لا تزال هي من يتحكم في كل قناعاتنا بل وفي كل قراراتنا. ـ بالطبع الخسارة مؤلمة ومؤكد أن تبعاتها مؤثرة لكن أليس من المنطق أن نتريث في عملية إلغاء المدربين ونمنحهم الوقت الكافي حتى يستطيعوا أن يقدموا لنا ولكرتنا النتاج المطلوب. ـ علينا ونحن نبحث اليوم عن الوسائل الممكنة التي تعيد لمنتخبنا الوطني قوته المعهودة أن نمنح المدرب الحالي لوبيز كارو فرصته الكافية أما إتخاذ القرارات السريعة على غرار ما قد سبق ففي تصوري أن ذلك هو الخطأ الفادح الذي لا نتمنى تكراره. ـ المدرب أي مدرب هو مجدر وسيلة نظرية.. فالمدرب يختار اللاعب ويعتمد الخطة وكل هذا يبقى على الورق أما على أرضية الميدان وهي الأرضية التي من خلالها يتضح النتاج إما سلبا وإما إيجابا فهي مرهونة بمن يمارس ركل كرة القدم وهم اللاعبين الذين يمثلون الجانب التطبيقي فهؤلاء هم الأساس الذي يحدد طبيعة العمل ومخرجاته. ـ منتخبنا الوطني في هذه المرحلة الزمنية يحتاج إلى الاستقرار التام وأول نقطة في ذلك يتمثل في الاستقرار على المدرب والاستقرار على توليفة ثابتة ومتى ما نجحنا في تحقيق هذا المطلب وذاك فالذي نتوقعه هو أن يكون حضور الأخضر في المستقبل القريب رائعا وإيجابيا والعكس قد يبدو صحيحا وسليما حيث أن أي محاولة للتغير المتكرر لن تسهم في حصيلة ناجحة والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة. ـ عموما هاهو الأسباني لوبيز كارو بدأ في لملمة أوراقه.. اختار التشكيلة ووضع البرنامج فدعونا نساعده ونعاونه ونمنحه الوقت الكافي لعل في هذه الأمور مجتمعة ما يؤكد أن هذا الكوتش هو ضالتنا وسر نجاحاتنا القادمة فمن يدري قد يكون حال منتخبنا الوطني هكذا مع لوبي. ـ من أبرز الأخطاء التي نقع فيها دائما هو سرعة اتخاذ قرار إلغاء عقود المدربين. ـ السبب في ذلك يكمن في تأثير الغضب والانفعال وردة الفعل الجماهيرية السلبية والعاطفة الجياشة على أغلبية القرارات سواء في النادي أو المنتخب. ـ ختاماً نحن في أمس الحاجة لكي نتعلم من أخطاء الماضي وسلبياته ونسارع فيما تلاها إلى تحوليها إيجابيات ووسائل عمل صحيحة تفرز لنا النتائج المرجوة والمفرحة.. وسلامتكم.