خرج الأهلي من أمام خصمه الكوري بتعادل ونقطة ليترك مهمة حسم التأهل إلى حيث موقعة الإياب وهي الموقعة التي مهما اتفقنا على صعوبتها إلا أنها لن تعيق قدرة الفريق على تجاوزها ولكن شريطة أن يستوعب من أخطاء الدفاع الكبيرة التي برزت في لقاء الرائع وساهمت في منح الكوريين هدفا هو أشبه بالهدية. ـ فنياً يمتلك الأهلي قوة ضاربة في خط وسطه وهجومه لكن هذه القوة البارزة سرعان ما تتصادر نتائجها الإيجابية بفضل الضعف الواضح في العمق الدفاعي وهو المشكلة التي تحتاج من المدرب بيريرا سرعة التدخل لإيجاد العلاج المناسب لها حتى لا تتفاقم وتصبح المعضلة التي على غرار استمرارها تنتهي كل طموحات الاهلاويين وتموت. ـ الفريق الكوري بمعطيات ما قدمه ليس بذاك الخصم الذي يصعب هزيمته بل إن الأهلي كان قادرا على أن يكسبه بالثلاثة والأربعة لولا رعونة الحظ الذي لازم هجومه وهذا ما اتضح تحديدا في الشوط الثاني لكن هذا ليس تبريرا على تعادله كما ليس من المنطق أبدا التركيز عليه والقفز عن حالة الدفاع الذي تحدثنا عنه كثيرا دونما نجد على أرض الواقع أي محاولة فعلية لتصحيحه فالعناصر هي نفسها والتفاهم بين كامل وأسامه يبدو لنا في كل مواجهة وكأنه المفقود الذي يصعب عودته. ـ نعم هنالك رغبة جماعية تساير اللاعبين في إسعاد جماهيرهم من خلال البحث عن الانتصارات وهذا لا جدال فيه لكن في كرة القدم من المهم أولاً أن تدرس أخطاءك لكي تعالجها ولكي لا تصبح هي السائد الذي يمنح الخصم أحقيته في الفوز وإذا ما قلنا دفاعات الأهلي هذه المرة مشكلة مشكلة مشكلة، فالذي نعتقده أن كل من يهتم بتحليل واقع الخطة والتكتيك سيتفق حول ذلك الأمر ولن يختلف وبالتالي آن الأوان للمدرب القيام بمحاولات حثيثة تستهدف تقوية هذا المركز مع أهمية أن يلعب المحور الدفاعي وليس الهجومي دورا فاعلا في تكسير الهجمات السهلة والميسرة إلى مرمى المعيوف. ـ الموسم الرياضي لايزال في بدايته ومن أجل أن يضمن الفريق الأهلاوي فرصة حقيقية في المنافسة عليه أن يتعلم من الأخطاء لا أن يكابر عليها وهذه وتلك مسؤولية إدارية وفنية بحتة نتمنى أخذها بعين الاعتبار. ـ عندما يشارك برونو سيزار أساسيا تتلاشى نجومية تيسير الجاسم. ـ هذه النقطة الفنية تحديدا ناتجه عن تضارب الأدوار بين هذا الثنائي المهم للفريق في حين يبقى مصطفى بصاص بمثابة العلامة الفارقة في توليفة الأهلي ولعل مستوى الحماس المرتفع لديه مع الثقة العالية في ما يحمله من الإمكانات سبباً مباشرا في ذلك وكم يطمح المحب لهذا الفريق الكبير في أن يرى بنفس المستوى والروح والفاعلية. ـ بيريرا نجح بدرجة الامتياز في أول اختبار حقيقي له مع الأهلي .. تغييرات صائبة وموفقة وقراءة جيدة ومقنعة ومفيدة للخصم وهذا ديدن المدربين الكبار. ـ ختاماً عودة الليث الشبابي بالتعادل من الأراضي اليابانية نتيجة إيجابية المهم أن يكمل الطريق ويتأهل وإذا ما تأهل الشباب فليس بغريب عليه فهو من الفرق الكبيرة في خارطة الكرة السعودية.. وسلامتكم.