للتفوق في نزالات كرة القدم وعلى وجه التحديد المصيرية منها عوامل متنوعة ومتعددة مهما اتفقنا على أهمية أدوارها سلبا أو إيجابا إلا أننا في مقابل ذلك سنتفق أكثر على أن الدور الذي يلعبه الجمهور لا يختلف عن الدور الذي يلعبه المدرب ولا عن الدعم الذي تقدمه الإدارة وإن اختلف هذا الدور من حيث حجمه وتأثيره وفاعليته فمن المؤكد أن حجم الاختلاف سيميل لصالحه عن بقية الأدوار الأخرى نظرا لما يمثله الحضور الجماهيري من قوة معنوية ونفسية دائما ما تلعب لعبتها المؤثرة فتساهم في شحذ همم اللاعبين من ناحية وتضاعف من حماستهم وتدفع بهم إلى الإتجاه الصحيح من ناحية أخرى وتضاعف لهم بالتالي فرصة الخروج برقم الغاية المنتظرة والمنشودة. ـ لن أخوض طويلا في هذا الجانب لكنني من خلال مقدمة الحديث عنه أقول الليلة وفي الشرائع تحديدا الأهلي يجد نفسه في مواجهة مصيرية مع خصمه الكوري الجنوبي ومن أجل أن يكسب وينتصر ويقطع نصف المشوار صوب التأهل فلابد وأن تصبح كافة أدوار التفوق بالنسبة له منظومة تكاملية حاضرة الوجود، خطة فنية محكمة، دعم إداري مؤثر، حضور جماهيري كبير يكون هو الحافز الأخير للأعب الأهلاوي كي يبدع ويتألق إلى أن يصل إلى حيث نتيجة مشرفة تسهل له الطريق وتمنحه القوة الدافعة لخوض الموسم الرياضي بكل ثبات واستقرار ونجاح. ـ الكل يعلم جيدا ماذا يمثل الأهلي في قلوب جمهوره فهذا الجمهور العاشق لا ينتظر من يذكره أو يناشده بالحضور لأنه في الأصل يدرك ما له ويدرك ما عليه ولهذا فالليلة هي ليلة جمهور سيزحف إلى الشرائع بكل عدته وعتاده ليقول (هذا هو الأهلي) وهذا هو جمهوره. ـ الفريق الكوري الجنوبي قوي حاله كحال أي خصم آخر وصل إلى هذا الدور من الاستحقاق القاري لكن إذا ما أخذنا الأمور الفنية بمنطق التحليل الصائب لها فمن المهم أن نقول إن التركيز وعدم الإتكالية والحرص على تقوية الجوانب الدفاعية تبقى من أبرز وأهم العوامل التي يستوجب القيام بها طيلة التسعين دقيقة وهذه بلا أدنى شك تعد مسؤولية بيريرا ومسؤولية اللاعبين معا. ـ فوز الأهلي هذا المساء سيجعله أحد فرسان المنافسة على البطولات المحلية وبالتحديد الدوري والعكس قد يكون صحيحا والله أعلم. ـ عموماً سيئول الكوري هو بمثابة الاختبار المبكر، الاختبار للمدرب البرتغالي بيريرا والاختبار للمحترفين سوك وماساروا فهل سيكون الأهلي في هذا الاختبار المبكر ناجحا بدرجة الإمتياز أم العكس من ذلك؟ ـ لا نعلم أين هي الإجابة لكننا نتمنى التوفيق لهذا العملاق حتى يحقق ما يكفي لإسعاد رمزه الكبير خالد ولجماهيره الوفية.. وسلامتكم.