ـ المنشطات آفة بل خطر وإن قلت عنها هي الورم الخبيث الذي يجب أن يستأصل، ففي عمق هذا القول ما يكفي دلالة على حقيقته وحقيقة غياب الوعي الذي لايزال ساريا في مفعوله مع الكثير من لاعبي كرة القدم. ـ بالأمس القريب كانت القضية محصورة في علاء الكويكبي، أما في حاضر اليوم فالقضية هنا تجاوزت فرديتها وأضحت بمثابة حالة جماعية ما أن تنتهي عند لاعب بعينه إلا وتعود إلى آخر وهكذا دواليك. ـ الكويكبي.. أحمد عباس.. خالد شراحيلي لتكتمل القائمة بفواز الخيبري، هؤلاء الذين أوقفوا بداعي المنشطات وذهبوا ضحيتها ماذا يمكن لنا وصف حالتهم؟ هل نصفها باللامبالاة أم نوصمها بقلة الوعي أم نجعلها ذريعة لتحميل إدارات الأندية مع الإعلام مسؤولية التنوير والتوجيه تجاه كل من يمارس لعبة كرة القدم وتجاه كل من ينتمي لميادينها؟ ـ أسئلة تطرح فيما لو بحثت معكم عن متن الجواب الصائب، ففي اعتقادي أن اللاعب مع الإدارة مع الإعلام مع المجتمع برمته يتحمل مثل هذه الأخطاء، على اعتبار أن اللاعب ضحية نفسه وضحية مجتمعه، وإن اختزلت الحديث عن اللاعب هنا في مجال الرياضة فاللاعب المتعاطي هو ضحية ناديه الذي تعامل مع موهبته لكنه في المقابل لم ينجح في صقل عقليته بالطريقة التي تؤهله لمعرفة ماذا تعني المنشطات وكيف تأتي نهايتها. ـ لن أسهب كثيرا في الحالات التي برزت خلال السنوات الماضية بقدرما اكتفي بتذكير إدارات الأندية بضرورة مضاعفة جهودها في تنوير اللاعبين الصغار بمخاطر هذه المنشطات وآفتها، تنويرهم بالمحاضرات والإرشادات وإن استدعى الأمر وضع عقوبات صارمة في بنود العقد المبرم معهم، فهذا الإجراء أراه المناسب لأنه سيردع كل نجم يحاول أن يستغل تعاطي المنشطات (ليهرب) بالملايين التي تقاضاها من خزينة ناديه. ـ اقترح هذا الاقتراح والسؤال يراودني ماذنب النادي الذي يدفع الملايين لهذا اللاعب أو ذاك وعندما يبرم العقد الرسمي معه يتحول ضحية كون(النجم) الذي يعول عليه كثيرا تحول من موهبة في كرة القدم إلى متعاطٍ للمنشطات؟ ـ احموا الأندية واحموا اللاعبين واحموا مستقبل الجيل الرياضي القادم من هذا الخطر الداهم، وسارعوا إلى إيجاد صيغة عقوبات قانونية تتضمنها العقود الاحترافية حتى تنتفي هذه الآفة ولكي لا يتضاعف عدد المتعاطين لها. ـ كرة القدم المتطورة والفاعلة والمنتجة هي تلك التي يبرز إبداعها من العقل قبل القدم. ـ فهذه هي كرة القدم المنتجة لكن السؤال الذي (يسدح) نفسه متى نجدها حاضرة في ملاعبنا ؟ ـ لانعلم بالطبع أين تكمن الإجابة، لكننا نعلم أهمية الوقوف على أخطائنا لأنها هي من سيقودنا إلى ذلك.. وسلامتكم.