التعاطي مع الرياضة يختلف بين فئة تمارس الوعي وبين أخرى لا هم لها ولا اهتمام إلا في كيف تقدح هذا وتشتم ذاك وترسخ من بذاءة الطرح والتحليل والنقاش ما يثير الوسط برمته هكذا لمجرد أن أصحاب هذه الفئة مازالوا يؤمنون بمقولة (خالف تعرف). ـ برامج حوارية.. تغريدات.. نقاشات.. اختلافات نقف على حدودها ونحن ندرك بأن المرفوض الممقوت بات بالنسبة لها عنوانا ثابتا غير قابل للتغيير والسبب أن من يحدد ويختار ويرسم الطريق ليسوا أكثر من أدوات يحركها صوت المتعصبين لا صوت العقلاء في رياضة لم تعد تخلو من غش المتلقي البسيط وخداعه. ـ لماذا نجعل من الرياضة مرتعا لمثل هذا الطرح ولكل من يمارسه؟ ـ الكل هنا يسأل ذات السؤال وهو يدرك بأن قيمة الرياضة ومنافساتها تكمن أولا في روحها وأخلاقها أما نقيض الروح والأخلاق فمهما تم الترويج له سيبقى بمثابة المرض العضال الذي آن الأوان لكي ينتفي من هذا الجسد الرياضي الجميل وهذا بالطبع لن يتحقق إلا عندما نجد بين قنواتنا وصحفنا ومنتدياتنا ووسائل تواصلنا اجتماعي آراء تؤسس لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتسهم في تثقيف جيل اليوم والغد بالمعاني الصائبة للرياضة وكل منافساتها. ـ سنوات ونحن نعاني، نعاني من التعصب ومن أصحابه.. نختلف حول قضية هنا وقضية هناك ولا نخرج إلا بالعدائية وقلة الأدب وبعبارات فيها من الشتم ما يندى له جبيب العاقل. ـ إلى متى تبقى صورة التعاطي مع كرة القدم والأندية والنقاش حولها سوداوية اللون والمشهد؟ ـ أسأل كغيري من أولئك الذين يحلمون بميلاد مرحلة مثالية يسودها الود والمحبة والنقاش المتحضر ولا أعلم هل سيتحقق هذا الحلم أم أنه بفضل كثرة الخارجين عن النص سيبقى من المستحيلات التي يصعب تحقيقها؟ ـ من السهل على الكاتب والمحلل أن يسلك طريق الشهرة المزيفة من بوابة شتم هذا واتهام ذاك لكن من الصعب أن يصل الشاتم بشتيمته أو بقلة أدبه إلى قلوب الناس كل الناس فدعوا مثل هذه الأساليب التي تتنافى مع قيمة الأخلاق وتعاملوا مع الرياضة والحديث عنها بوعي يكون شاهدا لكم لا شاهدا عليكم. ـ أما في واقع ما تشهده الأندية من تغيير وتبديل في تركيبتها الفنية فالذي نجمع عليه ولا نختلف يكمن في تلك الصفقات الكبيرة التي تكبدها الكثير من الملايين حيث إن العبرة ليست في كم تدفع بل العبرة في كيف تفكر وتعمل وتخطط. ـ أندية سلكت مسلك هدر الأموال هكذا لمجرد أنها تمتلك القدرة والملاءة المالية لكنها في الأخير تخسر.. تخسر المال وتخسر البطولات في حين تأتي أندية متواضعة مالياً لتحوز على أكبر البطولات وأغلاها ولعل ما حدث للفتح والاتحاد لهو الدليل الأبرز الذي يجب على هواة (الضخ) المالي الكبير التوقف عنده لعل وعسى أن يستوعبوا من الدرس.. وسلامتكم.