ـ بدأت الاندية الكبيرة مسيرة البحث عن أي وسيلة نجاح حتى ولو كلفت الملايين، فئة هنا ركزت على إلغاء عقود المدربين واللاعبين الاجانب وفئة أخرى هناك لم تجد من الخيارات الا قبول استقالة الاداريين وثالثة ذهبت إلى قاعدة ابرام التعاقد بالصفقات الاحترافية والتي وصلت من حيث الرقم المالي إلى خانة لم يعد بمقدور العاقل تقبلها. ـ هذا الوضع ومثله هو السائد الذي ألفته انظارنا كل عام ففي منهج هذه الاندية لايزال قرار العشوائية هو الطاغي فالكل وليس البعض يرتكز على أي شيء المهم أولا امتصاص غضب الجمهور وهنا دائما تكمن المأساة. ـ سنويا تتكبد أغلبية الاندية الكبيرة خسائر فادحة.. خسائر في اضاعة الوقت والجهد والمال واذا ما نظرت إلى حصيلة العمل حتما ستأتي هذه الحصيلة بأرقام سالبة لا ترقى إلى ما يتطلع اليه الجميع ولا إلى ما يبحث عنه العاشق المتيم لهذه الاندية. ـ في مجال كرة القدم ليست القضية قضية مال فالمال بمفرده لا يمكن له ان يحقق كل الغايات بدليل أن الفتح بأقل الامكانات المالية استطاع ان يكسب الدوري وهو البطولة الاقوى محليا كما هو الحال مع الاتحاد الذي عاد إلى دائرة حصد البطولات دونما يملك ولو حتى القدر الضئيل من تلك الخزانة التي يمتلكها الاهلي والهلال والنصر والشباب ومن هنا اعتقد ان التخطيط للنجاح في ميادين الرياضة يحتاج إلى التكامل واعني بالتكامل هنا المال والفكر وشخوص العمل الذين يملكون القدرة الفائقة على وضع الامور الصحيحة في نصابها اما عكس ذلك فعليكم ان تعودوا معي إلى واقع ما تعايشت مع هذه الاندية في المراحل الزمنية الماضية وعندها ستخرجون بما يكفي من الأجوبة حول السؤال المطروح لماذا غابت تلك الاندية عن قمتها ولماذا تحولت من دائرة القوة إلى خانة الضعف والهوان. ـ من المؤكد أن التغيير أي تغيير سواء ما يختص بالامور الفنية ام سواء ذاك المعني بالادارة مهم ولكن شريطة أن يكون تغييرا صحيحا يضع الشخص المناسب في المكان المناسب اما ان يبقى مجرد تغيير للتغيير او كمحاولة وقتية لامتصاص غضب الجماهير فهنا قد نختلف عليه على اعتبار انه قرار سلبي وأي قرار سلبي لا يمكن له بأي حال ان يثمر عن نجاح او يسهم في تحقيق غاية. ـ لن احدد ناديا باسمه لكنني في سياق الطرح العام اقول على الجميع وبالتحديد من يمتلكون سطوة القرار الحاسم في هذه الاندية أن يستوعبوا من كوارث اخطائهم السابقة على أن يبدأوا بجدية في تصحيحها والاستفادة من سلبياتها حتى يضمنوا لهم فرصة العودة إلى حيث كانوا والى حيث كانت تقف انديتهم.. فهل سيحدث هذا التحول ام الصورة القاتمة ستبقى على ما هي عليه؟ ـ لا نعلم لكننا في الوقت نفسه نتمنى ان تأتي الينا المرحلة المقبلة بما يكفل عودة قوية لهذه الاندية الكبيرة بدءا بالاهلي ومرورا بالهلال وانتهاء بالنصر الذي نبارك له لاعبه الجديد يحيى الشهري والذي برغم مبالغة الرقم الا اننا نتمناه اضافة تعيد هذا الفارس إلى سلم البطولات وسلامتكم.