بين حظ عاثر وقف وبين جملة أخطاء تراكمت هاهو المشهد الهلالي اليوم يأتي إلينا محملا بكل أنواع الغضب، فئة تطالب الرئيس بالرحيل وأخرى تنادي بمعاقبة اللاعبين وتسريح المدرب أما الثالثة فالذي أفرزته فلم يتجاوز حدود الشماتة في كبير طاح فكثرت سكاكينه. ـ أعترف وأقر على أن الوجه الذي رأيناه في الآسيوية ليس بذاك الوجه الأنيق الذي كان عليه الزعيم لا في روح لاعبيه وحماسهم ولا في خطة المدرب ومنهجه ولا حتى في صفقة اللاعب المحترف الذي يصنع الفارق فما بين ويسلي لوبيز وبوليفار وأوزيا فكل هؤلاء مجرد تكملة عدد. ـ هذه الحقيقة التي نتفق عليها لا تخول لنا استغلال المواقف على طريقة ومفهوم وثقافة الإنسان العربي الذي سرعان ما ينسف كل نجاح تحقق بذريعة إخفاق مؤقت أو خسارة عابرة لم تكن في الحسبان. ـ ففي حالة أي إخفاق أو خلل يصيب العمل أي عمل لابد وأن يكون للحكمة دورها وحضورها أقول لابد للحكمة أن تحضر لقناعتي بأن العاطفة الجياشة والتركيز عليها لا يمثل القرار الصحيح الذي ينتج الحلول بل على النقيض فأي عاطفة يتم الاعتماد عليها كمعيار للتقييم هي الخطأ بعينه ومن هذا المنطلق يجب على جماهير الهلال وكل من ينتمي إليه مشجعا .. إداريا .. لاعبا .. عضوا شرفيا أن يجتمعوا تحت سقف واحد يناقشون حالة الخطأ ويسارعون في إيجاد علاجه أما استغلال خروج الفريق للشتم والشماتة والتقريع وتصفية الحسابات مع الإدارة وأعضائها فهنا قد يتعمق الخلل وتتفاقم مشاكلة وعندها يصبح الهلال هو المتضرر. ـ أمام لخويا القطري الشقيق لم يكن الهلال حاضرا في الشوط الأول لا من حيث المستوى والتجانس والحماس ولا من حيث الفاعلية الفنية دفاعا وهجوما أما في الشوط الثاني فبرغم تأخره بهدفين إلا أنه عاد ليتعادل ولولا الحظ العاثر الذي وقف كثيرا بوجه لاعبيه لتحقق المراد وأصبح اليوم في قائمة المتأهلين. ـ هذا حال كرة القدم يوم لك ويوم عليك .. تخسر هنا وتكسب هناك لكن الحصيف فعلا هو من يستطيع لملمة أوراقه والاستفادة من سلبياتها ليعود مجددا لبناء قاعدة للتصحيح والهلاليين ببساطة مطالبين بضرورة نبذ الخلافات والعمل من أجل تقوية الفريق حتى يعود إلى استقراره وتوازنه وبطولاته التي لاتزال دليل التأكيد على عراقته وكبريائه. ـ إداريا لن أجامل الأمير عبدالرحمن بن مساعد لكنني في سياق البحث عن لب المشكلة أقول مهما بذلت الإدارة ومهما عملت لا يمكن لها أن تنجح إلا بعطاء اللاعبين داخل ميادين كرة القدم وهذه النقطة بالتحديد ظلت غائبة المرشد يخبص في عمق الدفاع والقحطاني في خط الهجوم بلا قيمة والمحترف بوليفار يمارس عشوائية الأداء وقس على ذلك البقية. ـ باختصار على الهلال أن يتحد حتى يعود أما سرد مفردات الاحتجاج والغضب دون التلميح لسلبية أعضاء الشرف فهذه مخالفة للقرارات السليمة التي ينشدها الفريق وكل من ينتمي لتشجيعه.. وسلامتكم.