علي الزهراني
عنصرة الرياضة
2013-05-13

في الرياضة تعودنا واعتدنا على أن نحب هذا ونمقت ذاك.. نتعصب إلى درجة أصبحنا معها نتعاطى (العنصرية) في مدرجات كرة القدم وكأنها بطولة. ـ نشتم هنا ونتهم هناك وإذا ما خسر الفريق المفضل سرعان ما نتحول إلى استخدام عبارات الأصل والفصل واللون والهندام. ـ العنصرية معضلة بل إنها الداء وإن قلت هي الوجه الأسود في أي مجتمع إنساني فهذا القول هو الصحيح الذي نتفق عليه. ـ الرياضة وجدت للترفيه عن النفس.. وجدت للتسلية.. للمرح ولأشياء هي من صميم الروح الإنسانية الجميلة تلك الروح التي باتت اليوم تبدو بيننا أكثر تشويهاً والسبب في من تثور ثائرته لمجرد خسارة تعرض لها فريقه المفضل ليتحول إلى (عنصري) بغيض يردح بأبشع العبارات ولا يبالي بالعواقب. ـ هنا ولكي أكون دقيقاً في توضيح الفكرة أقول ما أغضب الاتحاديين اليوم في مباراة الهلال هو نفس النهج الذي سبق وأن أغضب الهلاليين ذات زمن عندما أشبعت مدرجاتهم سامي الجابر شتماً وصل إلى حد تجريده من جنسيته السعودية وقس على هذا الأمر ما حدث للأهلي والنصر وبقية الأندية. ـ ما أعنيه أن العنصرية مرض منتشر يشمل ولا يخص وإذا ما رغبنا في علاج هذا المرض فمن المهم أولا البحث في أسبابه ومسبباته، أما اقتصار ذلك على المسكنات فالمسكنات لا يمكن لها أن تكون العلاج الفعال. ـ ما سمعناه في مدرجات الهلال لا شك هو أمر مرفوض لا يمكن لنا القبول به لكن الحقيقة التاريخية تقول أيضا ما سمعناه في مدرجات الهلال بالأمس لم يكن بالجديد بل كان الامتداد الطبيعي لحالات (مماثلة) برزت وتجلت أمامنا ولم نسمع من يقول لها ولأصحابها (لا) وخاصة من هؤلاء الذين يظهرون لنا اليوم في ثوب (الفضيلة). ـ القضية قضية (العنصرية) في الرياضة مشكلة ومن أجل القضاء عليها يجب أن تضطلع الأندية ومسؤوليها بالدور الصحيح ألا وهو تنوير وتوعية وتثقيف الجماهير بمخاطر هذا الداء كما يجب على الإعلام الرياضي التركيز على تغذية عقل المتلقي بما يساعده على نبذ هذا المرفوض الممقوت وتبقى من وجهة نظري هذه القضية أو المشكلة مسؤولية مجتمع لا مسؤولية ناد بعينه. ـ ماذا يحدث في درة الملاعب وعلى من تقع المسؤولية؟ ـ في هذه الدرة الجميلة الأخطاء تتفاقم.. مرة ضرب إعلامي يؤدي مهنته أمام مرأى الناس ومرة أخرى تؤصد الأبواب بوجه جمهور لمجرد أن الذي يتولى مهمة تحديد المواقع (متعصب) أما في الثالثة فها هم الأيتام يطردون عنوة. ـ من يحاسب من يا سادة؟ ـ أسأل عن درة جميلة أوكل أمر إدارتها لشخوص عمل غير آبهين بمسؤولياتهم.. وسلامتكم.