علي الزهراني
الأندية المظلومة
2013-05-10

بين أندية تحظى بدعم الشريك الإستراتيجي لها، وبين أخرى تقتات من هبات أعضاء الشرف المشجع البسيط مع الخبير الفاهم مع كل من ينتمي لرياضة كرة القدم جميعهم يتساءلون هل يمكن للتطور الذي ننشده اليوم أن يتحقق في ظل هذا التفاوت أم أن المسألة ليست سوى عشوائية أوجدت التفاوت لتمنح أندية ميزة الاستثناء وتقصي أندية أخرى وتجعلها تسير ولكن في إطار الشح والعازة وقلة الحيلة. ـ الأندية الكبيرة بدءاً بالأهلي وانتهاء بالشباب تبقى هي المستفيد الأول من الدور المعني بالرعاية أما بقية الأندية فالذي نراه اليوم لابد وأن يجعلنا نطالب بصوت واحد على أن يكون لها نصيب من هذا الجانب، فطالما أن الكل في منظومة الرياضة يتطلع إلى الارتقاء بالمواهب والمستويات والنتائج التي تنعكس في نهاية المطاف على صورة المنتخبات الوطنية فإنه بات من الضرورة الوقوف على حاجز هذه الفوارق حتى تتلاشى لنجد في المستقبل المنظور رعاة يسهمون بدعمهم لهذه الأندية حتى تنهض من دائرة المعاناة التي تعيشها مع قلة الموارد المالية والشح الواضح الذي تعانيه خزائنها. ـ فمنذ بداية نظام الاحتراف حضرت موبايلي لتتولى رعاية الهلال وتواجدت شركة الاتصالات السعودية لبناء علاقة إستراتيجية مع الأهلي والاتحاد والنصر والشباب في حين البقية الباقية هم اليوم كالأمس مجرد أرقام على الهامش كلما حاولت أن تصل لقوة الاستقرار سرعان ما ارتطمت بعقبة غياب الراعي ونقص الموارد وبالتالي فإن مثل هذا الأمر يعد من السلبيات الجسام التي يجب أن نركز عليها في كل نقاش يستهدف تطوير الرياضة السعودية ويسعى إلى تحقيق النجاح الأمثل وبناء المستقبل المنتج لها ولكل من يندرج تحت مسؤولياتها. ـ ففي زمن الاحتراف لايزال المال هو المحرك الرئيسي في العملية الرياضية والأندية تحت هذا المفهوم ستعاني كثيرا إذا لم تستطع إيجاد الرافد المالي بل إن التفاوت بين أندية معينة وأخرى يعتبر من وجهة نظري معول هدم أكثر من كونه عامل نجاح وإذا لم نسارع كرياضيين في البحث الدؤوب لمثل هذه القضية والوصول من بعد البحث إلى توفير الحلول المناسبة فالنتيجة هنا ستأتي سالبة وستبقى رياضتنا ومستقبلها رهناً للأندية الكبيرة والكبيرة فقط أما البقية الباقية والتي من شأنها أن تدفع بعجلة التطوير الصحيح إلى أعلى درجاته فهي على النقيض ستبقى كالمريض الذي يحاول أن يعالج مرضه لكنه لا يجد ما يكفيه لشراء ما يوصي به الطبيب. ـ تخيلوا لو أن لكل ناد راعيا وشريكا إستراتيجيا كيف ستبدو صورة المنافسة؟ ـ أقول تخيلوا ذلك مع الاعتقاد بأن الأندية المظلومة تحتاج إلى من يسند ضعفها بالدعم والرعاية والاهتمام حتى تستطيع النهوض والاستمرارية والبقاء مع الكبار سواء في صفقاتها الاحترافية أم سواء في الأسلوب والطريقة في البحث عن اللاعبين المحليين وإبرام التعاقد معهم، فكما قالوا المال عصب الحياة، والرياضة هي بكل تأكيد جزء مهم بل مهم جدا في هذه الحياة، وهذا الجزء المهم يحتاج إلى المال.. وسلامتكم.