ثقافة إقصاء المدربين بدأت واستمرت ولا تزال بمثابة الظاهرة المألوفة في رياضتنا سواء على صعيد الأندية أم على صعيد المنتخبات فالكل هنا لم يخرج بعد من جلباب هذه الثقافة. ـ نتفق ولا نختلف على أن المدرب أي مدرب هو جزء مهم في تركيبة النجاح والفشل لكن وبالرغم من هذا الاتفاق إلا أننا نتفق أكثر على أن تلك الثقافة أعني ثقافة (حط وشيل) لمجرد امتصاص غضب الجمهور من خسارة هنا وهزيمة هناك لم تعد بالحل المناسب ولا بالقرار الصائب الذي يمكن له أن يصنع فريقا أو يؤهل منتخبا للمنافسة ففي هذا التوقيت الذي بدأت فيه كرة القدم تسلك مسلك ( التخطيط الطويل) لابد وان يكون للنادي قبل المنتخب رؤية شاملة تستهدف جلب المدرب الجيد ومنحه الوقت الكافي حتى يستطيع ان يقدم النتاج المطلوب اما الاعتماد على قرارت الإحلال السريع والتبديل المبالغ فيه والذي يسير وفق رغبات الصوت العاطفي الذي يأتي من المدرجات فهذا هو الخطأ الذي يجب أن يعالج. ـ انظروا في تجربة الفتح مع مدربه وتمعنوا أكثر في وسائل ادارته تلك الوسائل التي منحت فتحي الجبال لمواصلة عمله بصرف النظر عن النتائج فالفتح مع الجبال خسر بالثلاثة والاربعة والخمسة والستة لكنه مارس سياسة الصبر وبالتالي من يصبر سيفلح في النهاية وسيجد بأن وصوله الى الدرجة العليا من الاستقرار هو السبب في تحقيق المنجز والتربع على القمة. ـ كم من المدربين تم التعاقد معهم وكم من آخرين تم الغاء عقودهم والنتيجة بعد السؤال المطروح تأتي لتؤكد أن الاندية التي تمارس سياسة التغيير السريع للمدربين هي من يفتقد للاستقرار ومن يفقد ويفتقد لهذا الجانب حتما سيخسر حتى ولو كان لديه من المال ما يتوازى مع مال قارون وثروته. ـ من هنا اقول يجب على الاندية كل الاندية الوقوف على حدود هذه المشكلة واعني بها تغيير وتبديل واقصاء المدربين تحت ضغوط الجماهير وترسبات الهزيمة الواحدة حتى يتم التعامل الصحيح مع تحسين وتعديل الوضع العام وارساء مفاهيم الاستقرار السليم والصحيح فنيا واداريا وبالتالي تجد نفسها وقد رسمت طريقا مغايرا عن سابقة يكون المؤثر الأهم في تحقيق الأرقام الايجابية. ـ فتحي الجبال ببساطة كان درسا بليغا في منهجيته الفنية.. في تعامله.. في الكاريزما التي يتمتع بها.. هذا المدرب بصراحة يمثل الواجهة الرياضية الرائعة التي تستحق كل الاحترام. ـ المدرب يجب ان يكون قدوة للاعب وهذا ما استطاع تحقيقه الفتح فما فعلوه مع التونسي فتحي الجبال كان السبب المباشر الذي ساهم في ان يكون هناك قدوة فاعلة ومؤثرة وسلامتكم.