- نتعامل مع الحدث أي حدث بمعيار العواطف والانتماءات، كون هذا المعيار بالتحديد هو صاحب القوة التي تطغى على قوة الموضوعية والمنطق وحيادية الرؤية. - في الرياضة .. في الإعلام .. وإن قلت في أي مجال من مجالات (العرب)، ففي مثل هذا قد نتفق ولانختلف على أن العاطفة الجياشة أولا ومن بعدها فكر في المنطق. - لن أتشعب في كل الاتجاهات لكي أثبت بالدليل مصداقية ما تشير إليه هذه المقدمة، لهذا سأركز فقط في جانب ما نتعامل معه تجاه كرة القدم وأنديتها ونجومها، فالأغلبية الغالبة لاتزال تمارس نفس الدور تهتم بالكبار، في حين تلك الأندية أو المناسبات التي تخوضها تبقى على الهامش أعني هامشنا الإعلامي تحديدا . - دوري ركاء في مسماه الجديد مختلف من حيث قوته .. نجومه .. إثارته لكن هذه المقومات التي يمتاز بها غائبة والسبب أن حجم الاهتمام الإعلامي لم يصل إلى حيث إنصاف هذا الدوري ونجومه، فالمعيار دائما كفته تميل للكبار فقط ما عدا هؤلاء الكبار فالبقية سواسية مهما تميزوا .. أبدعوا هم في (الدائرة المنسية). - شخصيا أعتقد أن في دوري ركاء ودوري الدرجة الثانية مواهب ونجوم قادرة على أن تصل قائمة المنتخب، ومتى ما كان التعاطي الإعلامي أولا مع ما تنتجه تلك الميادين بالمتابعة والتحليل والنقاش فمن الممكن أن تبدو الصورة زاهية اللون جميلة المنظر لتنصف في النهاية هؤلاء وما يقدموه من عمل جيد استطاع أن ينجح بأقل الإمكانات . - دعونا هذه المرة نهتم بلغة المنطق والموضوعية، وتعالوا في المقابل نقفز عن نظرة ومعيار العاطفة الجياشة ونبني رؤية شاملة تجعل (الدائرة المنسية) موازية لدائرة الأهلي والهلال والاتحاد والنصر والشباب، أقول تعالوا إلى هنا لقناعتي بأن في هذا التحول ما قد يكون سببا في الارتقاء بمفهوم ومضمون العمل الإعلامي والرياضي الصحيح والسليم والمنتج. - دوري الدرجة الأولى أو دوري ركاء بمسماه الجديد قوة تتوازى مع قوة دوري زين للمحترفين، والدليل لمن يبحث عن الدليل يكمن في الفتح الذي عاد من تلك الدرجة قبل سنوات ليس من أجل أن يضمن له موقعا هادئا مطمئنا بين الكبار فقط بل عاد ليقول كلمته ويعلن حضوره للتاريخ ويفوز باللقب . - هذه دلالة من ضمن الدلالات التي تشير إلى ما يتمتع به ذاك الدوري من قوة ونجومية، بل إن الدلالة الأكبر هي تلك التي تشير إلى أن أي فريق من الفرق الكبيرة لو قدر وهبط فإنه من الصعب أن يعود، وهنا أيضا تأكيد آخر على أن ضرورة المرحلة وضرورة المستقبل وضرورة التكامل السليم في آلية البناء تتطلب من الجميع التركيز على هؤلاء ووضعهم دائما في عمق دائرة الضوء لا في عمق دائرة النسيان.. وسلامتكم.