بين من يمتهن العمل المنظم وبين يتمسك بالسراب هاهي المعطيات الصحيحة تأتي إلينا لتقدم الفتح بطلا للدوري ونجما للموسم، كما تأتي إلينا لتثبت بأن ما عجز عن تحقيقه الكبار على مدى عقود أضحى الثمرة اليانعة التي قطفها أبناء النخيل بعدما تربعوا على القمة وتمسكوا بها وجعلوها العنوان العريض لبطل صال وجال إلى أن حقق في نهاية المطاف الحلم الكبير الذي على غراره ابتهجت الأحساء ورقص له الدمام والخبر وكل بقعة تراب في المنطقة الشرقية. ـ الفتح يتوج بلقب دوري زين للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه .. عبارة استوقفتني لكنني في سياق البحث عما تحمله هذه العبارة من المعاني أيقنت بأن من يتسلح بثقة الفتح وحماس الفتح وفكر الفتح حتماً سيطول غايته ولن يغادر من دائرة البطولات إلا وهو حاملا الفرح وأي فرح هذا الذي يحيط فتحي الجبال وفريقه ليس إلا شهادة الإنصاف لكل ما بذل طيلة موسم كانوا فيه هم الاستثناء مستوى ونتيجة. ـ لم يحمل هذا الفريق الحساوي من الإمكانات المالية والجماهيرية ما يوازي الأهلي والاتحاد والهلال والنصر إلا أنه فاز باللقب وتربع على القمة. ـ في أي مجال إذا لم تكن واثقاً في نفسك لن تنجح فالثقة هي الأساس لهذا نجد ثقة الفتحاويين .. إدارة .. لاعبين .. مدرب كانت هي الوصفة التي قادتهم إلى بلوغ الهدف الكبير وأصبحوا بها أبطالا بشهادة الناس والتاريخ. ـ مبروك للفتح .. مبروك للاعبيه .. مبروك لمدربه الرائع فتحي الجبال .. مبروك للعفالق والراشد بل مبروك مليون مرة لكل من وقف وساند وآزر وقدم من الدعم ما كان سبباً في تحقيق هذا المنجز العظيم. ـ من الطبيعي أن يتغزل الإعلام في الأبطال .. يثني على جهودهم .. يشيد بمنجزهم وإذا ما تحولت المفردة اليوم إلى بطل الدوري فهذا البطل يستحق الكثير لأنه ببساطة حقق الصعب وتحدى المستحيل ودون اسمه في قائمة التاريخ الرياضي بكل نجاح. ـ مع بداية الموسم الكل توقع .. فالبعض توقع اللقب أهلاويا والبعض راهن على أن يكون هلاليا أو شبابيا أما على أرض الواقع فالتوقعات تلاشت مع ريح هذا (البطل) الذي صاغ من العمل الاحترافي ما كان كافياً لأن يضعه في القمة والقمة بالمناسبة لا يتربع عليها إلا الأقوياء . ـ يا ترى كيف نختزل هذا المنجز هل نختزله في براعة إلتون وتوريس أم نختزله في فكر الجبال أم أن المنطق الصحيح والسليم يحتم علينا اختزاله في منظومة عمل تكاملية حضرت فكسبت الجميع؟ ـ أعتقد أن الكل سيتفق بل سيجمع على أن منظومة الفتح هي من يجب الإشارة إليها ولو لم تكن هذه المنظومة فاعلة في أدوارها وأفكارها لما آلت النتائج إلى ما آلت إليه. ـ ختاماً فاز الفتح باللقب الكبير لكن المهم أن يبقى بعد هذا اللقب في دائرة الكبار وهذه مسؤولية إدارته ورجالاته الأفذاذ الذين حتماً سيعملون على أن يبقى الفتح كبيراً بين الكبار وبطلاً بين الأبطال.. وسلامتكم.