كرة القدم لعبة أخطاء ولولا هذه الأخطاء السائدة في ميادينها لما أدمنت حبها قلوب الناس. ـ هذه المجنونة التي آسرت العقول دائما ما تحفل بالأخطاء وأي خطأ فني أو تكتيكي لا يختلف في مفهومه العام عن غلطة اللاعب وصافرة الحكم وقرار الإدارة، فكل هذه مع تلك هي من يشكل عصارة القوة في ميادينها بل هي من يبرز واقع الإثارة والتشويق في منافستها لكن الذي يجيد تقليص أخطاءه هو في النهاية من يستطيع أن يضع له موقعاً مهماً في دائرة المنتصرين. ـ هنا ومن عمق المقدمة لن أتحدث عن غلطة أليكس ولا عن هفوة هوساوي ولا عن تلك النتيجة التي خرج بها الأهلي في آخر مواجهاته الدورية أمام الرائد لكنني في سياق استحضارها السريع أقول من الضرورة كل الضرورة أن تكون المهمة الآسيوية الثالثة التي يخوضها الفريق الأهلاوي أمام سباهان الإيراني بمثابة الإعلان عن حالة التصحيح أعني تصحيح بعض الهفوات التي تأثر بها الأخضر سواء أكانت هفوات لاعبين أم سواء أكانت هفوات مدرب فما بين الوضع الفني برمته تبقى هذه المواجهة هي الاختبار الفعلي والحقيقي لمدى قدرة الأهلي على التصحيح من عدمه. ـ فنياً لا نحتلف كثيرا حول الاستقرار الذي يشهده هذا الفريق العتيق لكننا قد نختلف كثيرا حول بعض القناعات الفنية لمدربه وحول بعض الهفوات الفردية للاعبيه والتي في الغالب ما تبرز وتتجلى في صورة التهاون والاتكالية أو في مشهد الاعتقاد بضمان النتيجة مما ساهم في مصادرة الكثير من النقاط خاصة في الدوري ولو عدنا للوراء قليلا لوجدنا بأن أغلبية تلك الخسائر التي أبعدته عن اللقب تولدت من أمام فرق صغيرة ومتواضعة نازلها الأهلي بعين الثقة في حين خرج بعدها مثقلاً بهم الهزيمة. ـ سباهان الإيراني قوي ومن أجل الفوز عليه وضمان التأهل وصدارة المجموعة يتوجب على اللاعبين الحرص على تقديم أعلى قدر من المستوى المقرون بالروح والحماس على اعتبار أن هذه السمات المتعارف عليها في نزلات كرة القدم هي من يحدد الشكل الأخير للنتائج إما سلبا وإما إيجابا. ـ الأهلي يمتلك من مقومات القوة الفنية والمهارية ما يكفيه لأن يصل إلى ما هو أبعد من التأهل لكن ومع الاعتقاد بهذه المقومات وفاعليتها إلا أنها ستبقى غير فاعلة ولا مؤثرة إذا ما استمرت على الورق فالمهم هنا أن تبرز وتتجلى على أرض الواقع بمعنى أن الكل مطالب ببذل الجهد والعطاء الكامل حتى تصبح الطريق نحو غاية الفوز ميسرة أما العكس فالذي نخشاه أن تتكرر صورة ما حدث في مواجهة الرائد وأي عودة لمثل هذه الصورة حتماً لن يكون لها من النتاج إلا ما يحزن الأهلاويين. ـ عموماً هي مواجهة تصحيح ومطلب منافسة وتأكيد قوة فهل يدرك الأهلاويون أبعاد هذه الحقائق؟ ـ بالطبع أتمنى أن ذلك حتى يضمن الأخضر فرصة التأهل مبكراً ولكي يكرر لنا ولكل الرياضيين على امتداد القارة ما سبق وأن حققه في الاستحقاق الماضي عندما نجح في الوصول إلى النهائي.. وسلامتكم.