أي محاولة تستهدف الارتقاء بالرياضة وتطوير جوانبها ستبقى مجرد محاولة يائسة تؤول إلى الفشل ولا يمكن لها أن تؤول إلى النجاح طالما سارت هذه المحاولة على التشكيك والتهويل والعزف على مفهوم المؤامرة. ـ الارتقاء بالرياضة يحتاج إلى وسائل صحيحة منها ما يتعلق بالقرار واللوائح ومنها ما يختص بنظرة كل من ينتمي لهذا المجال فمتى ما قامت هذه الوسائل على تغليب المصلحة العامة على حساب الخاصة فمن الممكن أن تأتي النتيجة في إطار الإيجاب أما العكس فأي مصلحة خاصة تطغى في حضرة الصراخ وتهييج الوسط الرياضي فهي الداء الذي قد يعجل بموت كل طموح وغاية ومبتغى هدف. ـ الخطأ في مجال الرياضة وارد، أقول وارد لقناعتي بأن من يعمل لابد وأن يأخذ نصيبه من هذا الخطأ لكن وبرغم الاقتناع بهكذا حقيقة لا يمكن لنا كرياضيين أن نمارس تهويل الأمور إرضاء للعواطف والانتماءات ونذهب للبعيد لكي نتهم أناس وجدوا أنفسهم في مواقع المسؤولية دونما نملك الدليل عليهم. ـ في اتحادنا الموقر جوانب قصور برزت واتضحت وربما تتفاقم مع الوقت لكن هذا لا يخول للبعض بيننا التعاطي مع هذا القصور الواضح بلغة المؤامرة والحرص على تشويه أندية هي أكبر من أن تخدش بكلمة أو عبارة أو تصريح ومثلما رفضنا في سنوات مضت مقولة الهلال (مدلل) علينا اليوم أن نؤمن أكثر بأن استقلالية هذا الاتحاد هي أكبر من أن تستغل لتصفية الحسابات أو من أجل أن يتم أخذها على أنها مبدأ من تلك المبادئ التي قدم فيها ميكافيلي نظريته (الغاية تبرر الوسيلة). ـ من المؤكد أن التعصب هو الذي يسير الرياضة بل أنه وللحق من يحدد واقعها ومستقبلها فالكل (متعصب) يؤمن بقناعاته ولا يقبل بقناعات الآخرين وإذا ما تعرض فريقه المفضل إلى حالة من حالة الخطأ سرعان ما يذهب إلى تكرار العبارات المرفوضة (اتهام .. تشكيك .. مؤامرة .. محاباة) كون هذه العبارات أضحت هي العنوان البارز في كل مقال وتصريح وحديث مجالس. ـ حتى على صعيد المصالح هاهي اللعبة تأتي لتقدم لنا كل من يعمل في الأندية ولكن في قالب التكتلات والأحزاب وجماعات الضغط .. فئة تهاجم أحمد عيد، وفئة أخرى تتجه إلى ما هو أبعد من أحمد عيد، أما ثالثة فأدوارها واضحة حتى وإن لم تظهر على السطح. ـ رياضتنا ببساطة لن تصل حد الارتقاء المنشود في ظل كل هذه الممارسات وإذا ما أردنا لها النجاح والتميز فعلينا أولاً نؤمن بأهمية (حس النوايا) ومناقشة حالة الخطأ والحرص على تصحيحه بالشكل الذي يتنافى مع الوعي الرياضي المعروف سواء من المسؤولين في الأندية أم من الإعلام أم حتى من بقية الجماهير الرياضية التي هي الأخرى باتت تعيش المعاناة من هول ما ترى وتسمع وتشاهد... وسلامتكم.