علي الزهراني
ما بعد جاروليم
2013-03-02

غادر التشيكي جاروليم مهمته في الأهلي فتباينت ردود الأفعال ما بين فئة رحبت بقرار الإقالة وما بين أخرى مارست من أساليب النقد المرفوض ما تجاوز حدود العقل وكل هذا التباين مهما اختلفنا حول قراءاته إلا أنه في الأول والأخير يأتي إلينا كحالة تعريف بقيمة الأهلي ومكانته وقيمة كل من ينتمي إليه سواء من ينتمي إليه بالمال وصناعة القرار، أم سواء من ينتمي إليه بالدعم في مدرجات البسطاء. ـ بديهي أن تتفاوت ردود الفعل وطبيعي إلى طبيعي جدا أن تتباين الرؤى لكن الذي يجب أن يستوعبه الجميع أن كيانا كبيرا كالأهلي قادر على أن يكمل مسيرته إلى المنصات ولن يتعثر أو يتوقف طالما أنني مع كل من يعرف حجم القدرات نرى ونلمح مثل هذه الأسماء الفنية التي تحملها قائمته. ـ فالأهلي مع جاروليم نجح وتألق وأبدع وتميز كحقيقة، لكن الحقيقة التي لا مجال للقفز عليها لاتزال تلك التي تقول لنا هذا الفريق يملك ويمتلك ما يؤهله لأن يكسب كل البطولات لا أن يبقى مجرد منافس عليها، ومن هنا أقول على الجميع في الأهلي أن يطوي صفحة الماضي والتركيز على صفحة الحاضر فالفريق يبقى في أمس الحاجة لكل صوت يدعمه ويشجعه ويحرص على أن يثق بالقرار وبقناعة من يقف خلف القرار على اعتبار أن إدارة الأمير فهد بن خالد قد ترى ما لا نراه أو بالأحرى قد يكون لها نظرة تختلف كماً وكيفاً عن تلك الأخرى التي تمثلني وتمثل كل من له علاقة بتقييم المدربين وتقييم ما لهم وما عليهم. ـ بالطبع لن أصادر نجاحات التشيكي جاروليم لكي أجامل قرار الادارة لكنني وبعيدا عن مصادرة حقوق الناجح جاروليم ومجاملة الادارة هناك متغيرات طرأت في الجوانب الفنية من بوابة قرار الإقالة إما أن تكون حافزا للفريق وإما على النقيض قد تكون العكس، وما بين الحالتين علينا الصمت ومراقبة المرحلة كون المرحلة الحالية والمستقبلية كفيلة بأن تقدم لأنظارنا صورة المشهد. ـ الأهلي ببساطة كيان عملاق لا تتوقف مسيرته لمجرد مدرب غادر أو لاعب اعتزل أو إدارة قدمت استقالتها ولعل في سجلات التاريخ ما يؤكد ويثبت هذه الحقيقة وبالتالي لابد وأن يكون للأهلاويين بكل شرائحهم المختلفة وحدة صف تدعم وتساند ولا تقبل بأن تقف موقف المحبطين الذين يتناوبون فقط على تكرار السواد في عباراتهم. ـ بالتوفيق لجاروليم الذي تميز طيلة مرحلته وبالتوفيق أكثر لهذا الأهلي الذي يراه الفاهم بمعطيات وعلوم كرة القدم فريقا متكاملا لم يحقق ما يتوازى مع قيمة لاعبيه الفنية والمهارية أو يتواكب مع حجم المصروف عليه ماليا. ـ من يصنع من؟ هل اللاعب يصنع المدرب أم أن المدرب هو من يصنع اللاعب؟ ـ ابحثوا في طيات السؤال وتمعنوا في أبعاده وحاولوا أن تصلوا بالإجابة إلى حيث ما يملكه الأهلي اليوم في توليفته من عناصر محلية وأجنبية هي الأفضل ليس على الصعيد المحلي فحسب بل هي الأفضل على مستوى قارة بأكملها.. وسلامتكم.