لا يكاد يمر حدث أو مناسبة بين كبار كرة القدم في رياضتنا إلا ويتحول المشهد الإعلامي إلى صخب وضجيج وسجال يصل حد الخلاف، فالكل هنا يطمح في تحقيق الانتصار حتى وإن استدعى الأمر استخدام العبارة المفخخة بحق من ينافسه أو يعارضه، المهم هنا أن يلعب (الإداريون) على الورق والفضائيات بنفس خطة الأداء النفسي والمعنوي التي يذهب إليها بعض المدربين. ـ اليوم واليوم على وجه التحديد نهائي كأس ولي العهد بدأ قبل موعده بأيام .. تصريحات من هنا وتلميحات تشوبها المخاوف من هناك في حين تأتي لعبة (التحكيم) والعزف عليها لتأخذ من هذا المشهد الإعلامي ما يتجاوز الحد المقبول منها وتضعنا أمام ثقافة التشكيك في قدرات الحكم السعودي ونزاهته. ـ الهلال والنصر يحق لهما التعاطي بما يتوافق مع الرغبة المراد تحقيقها أما نحن كرياضيين فالذي يجب أن نكون مقتنعين به هو قرار وقوة الاتحاد السعودي واستقلاليته بعيدا عن محاباة هذا الطرف أو مجاملة ذاك الطرف أو الظهور بقراراته الضعيفة كنتيجة الضغط عليه واعتباره مجرد قناة فضائية تدار بالريموت. ـ في تصوري الشخصي أن إلغاء فكرة الاعتماد على الحكم الأجنبي والتركيز بكل قوة على الحكم السعودي هو بداية تصحيح المفاهيم الخاطئة التي إذا ما نجح في تنفيذها هذا الاتحاد الذي تقع العين عليه اليوم فهو بمثل هكذا إجراء سيسهم ويساهم في إلغاء عقدة الأجانب التي كبدتنا الكثير مالياً وفنياً ومعنوياً، بل إنه قد يكون سبباً في تغيير النمط السائد ليس في مجال الرياضة بل في بقية المجالات التي يسيرها الأجانب على حساب كفاءاتنا الوطنية التي تحمل الكثير لكنها في الغالب لا تمنح الفرصة على اعتبار أن ثقة المجتمع بالأجنبي هي التي لاتزال تسود. ـ كم كنت أتمنى أن يبادر الهلال والنصر إداريا وإعلاميا وجماهيريا في دعم هذه الخطوة التي يعتزم الاتحاد السعودي القيام بها لما لذلك من تأثير كبير في تعميق ثقة الحكام الوطنيين في أنفسهم لا أن يجنحوا في الاتجاه الخاطئ. ـ أقول كم كنت أتمنى ذلك لأننا بصراحة تأثرنا سلبياً من (الأجانب) وحان الوقت المناسب لنبدأ سوياً منح الثقة في كوادرنا الوطنية من خلال الرياضة لعل وعسى أن تكون الرياضة مقدمة التصحيح وأساسه. ـ خليل جلال .. صالح الهذول .. مرعي العواجي .. فهد المرداسي، هؤلاء هم نخبة الحكام فلماذا لا ندعمهم ونثق بقدراتهم ونتيح الفرصة لهم بعيدا عن لعبة المؤامرة والتخوين والتشكيك والدخول في الذمم؟ ـ سؤال يفرض نفسه ومع السؤال اتفقنا جميعا على أن صمت الإعلام عن المنتخب واعتماده لبادرة الدعم والتحفيز للاعبين مؤخرا كان له الدور الكبير فيما تحقق في مواجهة الصين وهو عكس ما كان عليه في خليجي 21 في البحرين، فهل بعد هذه التجربة المفيدة نبدأ سوياً في ممارسة الصمت عن الحكم السعودي واعتماد دعمه حتى ينجح؟ ـ أسأل والكل هنا معني بالإجابة... وسلامتكم.