علي الزهراني
نهائي بقرار الكبار
2013-02-12

ـ غابت المفاجأة وحضرت كرة القدم بمنطقها فعاد التاريخ ليدون بين سجلاته بعضا من وهج الهلال وشيئا من رونق النصر ويكتفي بتقديمه لنا كحالة خاصة فيها من التنافس على الميدان ما يتوازى مع التنافس جماهيري في المدرجات. ـ سنوات ونحن نبحث عن الطرف المفقود في معادلة القوة.. نبحث عن النصر وعودته يقينا بأن لهذا البحث الدؤوب ما يبرره طالما أن في عودة الفارس لمجاراة الزعيم ما يؤكد البعد الصحيح لمعنى الإثارة والندية وجماليات هذه المجنونة التي تسمو بالكبار والكبار فقط. ـ نهائي كأس ولي العهد تحددت ملامحها، فالهلال ينازل النصر في مهمة تبدو هذه المرة مغايرة عن سابقتها على اعتبار أن موازين القوى بين الخصم والخصم متساوية في النسبة وموازية لها في المقدار هذا إن صح التعبير المراد إيصاله لذهن المتلقي الذي هو معي يتفق ولا يختلف على أن الكل هنا في مجال الرياضة سعداء بهذا النهائي وسعداء أكثر بالفريقين اللذين وصلا إليه. ـ هنا لن أبحث في أوراق النهائي ولن أمارس لعبة التكهن وأستبق الحدث مرتكزا على مقولة هذا من سيكسب وذاك من سيغادر خاسرا، فالمهمة لها حساباتها المختلفة والتوقيت كذلك له حساباته ومتغيراته، لكنني وبعيدا عن ذلك أقول الهلال مع النصر قيمة كروية لها من الأهمية والتأثير ما يجعلنا في الصف الأمامي مع كل من ينتظر ويترقب ويبحث له عن موقع ليشبع ذائقته بكرة قدم تنافسية غابت لعقود وهاهي اليوم تعود إليه محملة بتباشير الفرح لتبني واقعا معاكسا عن سابقه، واقع يؤسس الجديد القديم، جديد الحاضر، وقديم الماضي وما أجمل قديم الماضي الذي يعيدنا لذكريات ماجد وسامي والثنيان ولتلك الأسماء التي أطرت لنا كل ما هو مرتبط بالإبداع في علوم هذه المجنونة التي لاتزال تأسر العقول وتحتكر القلوب. ـ مبروك تأهل الهلال ومبروك توازيها للنصر والأمل في أن تسهم هذه العودة التي تجمع كبار الكرة السعودية مجددا في واجهة النهائيات لتعميق ما نتطلع إلى تعميقه من منافسة فنية تنعكس بالأثر والتاثير لتبني قاعدة صلبة ومتينة للاعبين والجماهير وبما يتوازى مع طموحات كل من يبحث عن تطور ورقي كرتنا ومستقبل نجومها. ـ لم يكن الهلال قويا لكنه فاز. ـ الهلال ما يميزه عن البقية إنه الرقم الصعب في كل النهائيات.. ففي الوقت الذي تجده ضعيفا تجده في الاتجاه الآخر أفضل من كل منافسيه فالضعف لديه قوة والقوة لديه تعني (بطولات). ـ حقيقة يجب أن تدون وتحفظ أما المكابرون عليها وحولها فلا يمكن لمكابرتهم أيا كان حجمها أن تهدم حقيقة أو تلغي أخرى. ـ مرعي العواجي.. صالح الهذلول.. هذا هو الثنائي الذي يجعلني أعيش لحظة التفاؤل بمستقبل التحكيم السعودي، فما قدماه لنا في دور الأربعة من كأس ولي العهد هو الدليل والشاهد والبرهان على تميز وثقة الحكم الوطني في قدراته قبل قراراته.. وسلامتكم.