بين نصر الماضي ونصر الحاضر علاقة مهما اختلفت ملامحها إلا أنها هذه المرة جاءت لتحمل تباشير عودة حقيقية للفرح الذي غاب طويلا عن جماهيره. ـ ففي معطيات مرحلة اليوم هناك مؤشرات إيجابية برزت مع إدارة النصر وتجلت مع كارينيو وباتت هي النتاج المثمر لرقي العمل وأصحابه. ـ في ديربي الرياض فاز النصر وخسر الهلال وما بين الفوز والخسارة الكل أجمع على أن فارس نجد هذا الموسم تحديدا هو المختلف الجميل، المختلف الجميل في روح لاعبيه، والمختلف الجميل في دهاء وحنكة مدربه حيث إن هذا التكامل الفني نجح في إعادة رسم اللوحة النصراوية لتكون لوحة رائعة جذابة ليس للنصراويين فحسب بل لكل من يحب الكرة الأنيقة ومهارات نجومها. ـ تسعون دقيقة كان النصر حاضرا.. نازل خصمه بحماس.. استحوذ.. تسيد.. سجل وفي الأخير أعاد الابتسامة على وجوه محبيه وبفوز ثمين نعم قد لا يتجاوز النقاط الثلاث لكنه من حيث أهمية الثقة والمعنويات يعد أثمن من بطولة. ـ أما عن الهلال فبرغم الخسارة إلا أن مدربه كمبواريه لم يحسن استغلال الأوراق الفاعلة في قائمته لهذا أخفق وأي مدرب يخفق في اختيار التوليفة المناسبة والتكيتك الجيد لا يمكن له أن ينجح كما لا يمكن لأي فريق معه أن يظفر بغاية الانتصار. ـ الهلال كبير.. وتوليفته زاخرة بالمواهب لكن عملية التوظيف الفني في تلك المواجهة لم ترق إلى المستوى الذي يتوازى ويتلاءم مع إمكاناته وهنا مكمن الخلل. ـ في تصوري وقناعتي الشخصية أرى بأن المرحلة القادمة هي مرحلة زلاتكو لا مرحلة كمبواريه أقول ذلك ليس من منطلق الحكم لمجرد الحكم ومن مباراة واحدة بل من منطلق معرفتي بالقدرات الجيدة التي يمتلكها زلاتكو وهو المدرب الذي تميز وتألق مع الفيصلي وقدم خلال تلك الفترة أنموذجا رائعا للمدرب الخبير الذي يجيد قراءة الخصم المقابل قبل أن يجيد قراءة أوراق فريقه. ـ إبراهيم غالب من لقاء إلى أخيه يثبت بأنه محور الارتكاز الأول. ـ هذا النجم الواعد.. ثقة.. حماس.. لياقة.. صلابة وأدوار فنية يتولى القيام بها بكل اقتدار. ـ ماذا يمكن للهلال أن يكتسبه من إعارة محمد مسعد؟ ـ سؤال يطرح هنا ويتردد هناك لكن وبعيدا عن السؤال والجواب الذي أتمناه شخصيا للمسعد أن تكون هذه التجربة فأل خير عليه وعلى فريقه الجديد. ـ محمد مسعد حتى وإن طالته سهام النقد إلا أنه يبقى من الأوفياء الذي تفانوا في خدمة الأهلي طيلة السنوات الماضية. ـ بالتوفيق لمحمد مسعد في تجربته وبالتوفيق لكل لاعب كرة قدم يمارس مهنته برقي الأخلاق. ـ ختاماً حسم الدوري يزداد تعقيدا والمتبقي من عمره الزمني سيفرز لنا مواجهات قوية ومثيرة والمستفيد من كل ذلك هم محبو كرة القدم.. وسلامتكم.