علي الزهراني
عدائيون باعوا ضمائرهم
2013-01-31

- مسألة أن نختلف في الانتماء الرياضي وطبيعته مسألة يقبل بها العاقل ولا يمكن له أن يرفضها طالما أن هذا الاختلاف هو من جوهر وصميم كرة القدم ومنافساتها .. فئة تنتمي لفريق وفئة أخرى تحب فريقاً ثالثاً حتى وإن مارست الانتماء سرا وليس جهرا إلا أنها تساير البقية فالكل واحد وإن اختلفت الطريقة. - هذه المسألة التي تعنى بالانتماء تمثل حالة مألوفة ومقبولة في مجال الرياضة، أما نقيضها الممقوت فلايزال ماثلاً في التعصب الذي دائما ما يؤسس للعدائية ويخرجها كبضاعة فاسدة ومسمومة. - عقود ونحن نعاني من غلو هذا التعصب القاتل، وسنوات ونحن معه نعيش الأزمات، ففي مضمون هذا التعصب وشكله ولونه وأسلوبه لم يعد الأمر مرهونا بكيف تحب ناديك المفضل، بل بات مرهونا في كيف تعادي منافسيك. - بالأمس القريب تحول ياسر القحطاني عنوانا للمتعصبين في كتاباتهم.. في كلماتهم .. بين أسطرهم لدرجة وصلت حد القذف، وهي الحالة التي مرت دون حساب كما هي الحالة التي عادت إلينا من خلال ملاحقة البعض وملاحقة خصوصيته الأسرية مع عائلته كما حدث مؤخرا مع الكابتن فهد الهريفي. - محزن ومؤلم بل إنه من المعيب أن يتنازل البعض عن قيمة الروح الرياضية وينجرف مستخدما هذه الأساليب والسلوكيات التي لا يقبلها عاقل ولايرضى بها دين. - الرياضة .. فروسية .. شهامة .. أخلاق .. قيم .. مباديء، وإذا ما حاول البعض القفز عن هذه الصفات فهم بذلك يكشفون كل الأقنعة عن الوجه الظلامي والقبيح لها. - بالطبع لم يعد الأمر مرتبطا بوسائل الإعلام الرسمية التي لاتزال تقبع تحت سطوة المسؤول وقمع الرقيب، فلو كان الوضع قائما كما كان عليه في السابق لما وجدنا مثل هذا العبث الذي نراه اليوم ظاهرة في (تويتر) وفي بعض وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. - فاليوم يختلف عن الأمس والمتغيرات التي طرأت هاهي وللأسف بدأت تستغل بطريقة خاطئة لا أقول من الجميع بل من فئة شاتمة وعدائية وتفتقد لأبسط مقومات الأدب والأخلاق. - طالبت في مقالات سابقة بضرورة ملاحقة كل من يمارس الإساءة، وطالبت أكثر بأهمية الغرامات المالية على كل متجاوز يستخدم (تويتر) بأسلوب سافر، وبما أن ما يحدث اليوم يتنافى مع تعاليم ديننا ويخدش الحياء ويعكس ثقافة مغايرة ومشوهة لثقافة مجتمعنا، فمن الواجب أن يكون لهذه الإجراءات العقابية حضو سريع وعاجل حتى لايتفشى مرض العدائيين، ولكي لايستمر تشويه ثقافتنا وأخلاقنا وتصبح مثل هذه الأساليب الممقوتة هدفا لكل من يرغب في التجاوز على خصوصيات الآخرين والتشهير بها. - تمعنت في فريق الأهلي الأولمبي فقلت في نفسي: أين جاروليم من الحارس عبدالله الجدعاني؟ - هذه الموهبة الشابة تملك وتمتلك كل مواصفات الحارس الجيد، ومتى ما سنحت له الفرصة على غرار مصطفى بصاص فمن الممكن أن يكون نجما رائعا يذود عن هذا المركز بكل اتقان واقتدار.. وسلامتكم.