العمل في أي مجال من مجالات الحياة لا يمكن له أن يصبح عملا منتجا إلا عندما تقترن كافة وسائله بثقافة التوجيه والإرشاد وإلا فإن نتائج هذا العمل ستؤول إلى أرقام سوداء تحبط القائمين عليه قبل أن تحبط البقية. ـ وبما أن الرياضة تعد مجالا من ضمن تلك القائمة التي تعنى بالشباب فالتوجيه وثقافة التوجيه هنا تأتي كأولوية بل كضرورة باعتبارها العامل الأبرز الذي يؤثر في طبيعة اللعبة وطبيعة اللاعب ويؤثر وهنا المهم في حصيلة النتيجة المراد تحقيقها. ـ فاللاعب وأعني به لاعب كرة القدم يحتاج اليوم واليوم تحديدا الى فريق عمل يستوعب دوره الصحيح ليبادر في منح هذا اللاعب القدر الذي يكفيه ليبدع في مهنته ذلك أن الدور المحيط بلاعب كرة القدم لا يقتصر على صقل موهبته ومهارته بقدر ما يشمل كافة الجوانب المتعلقة بوعيه وثقافته واستيعابه لكل ما هو محظور وممقوت كالمنشطات مثلا. ـ مؤخرا خسرت ميادن كرة القدم نجوما شابة والسبب في عدم التوجيه حيث إن الأندية ولجنة الاحتراف والإعلام لم يضطلعوا بمسؤولياتهم على الوجه الذي يسهم في تنوير هؤلاء اللاعبين وبالتالي وطالما أن طريقة وأسلوب التوجيه استمرت مغيبة فليس من الغريب ولا بالمستغرب أن تصبح قائمة المتعاطين للمنشطات والمواد المحظورة رقماً يتفاقم. ـ اللاعب المحترف له مهنة وهذه المهنة يترتب عليها الكثير من المتطلبات لهذا يجب أن يكون للنادي وللنظام دور بارز ومهم ومغاير عن سابقه من أجل أن يدرك هذا اللاعب بأنه مسؤول عن تصرفاته وعن أي محاولة خاطئة قد يتأثر بها النادي والنادي بالمناسبة عليه أن يحسن وضع الضوابط القانونية التي تكفل له الحق الكامل في حالة ثبوت حالة من حالات تعاطي المنشطات للاعب معين أو لفئة معينة في قائمته ولعل إيجاد بند خاص يلزم اللاعب المتعاطي للمنشطات بدفع جميع المبالغ المالية التي تحصل عليها في مقدم العقد يعد من وجهة نظري قرارا صائبا لما يمثله من ضبط وربط تجاه أي خلل يعنى بالمواد المحظورة وتعاطيها. ـ فقرار إلزام اللاعب بدفع المال الذي تقاضاه في عقده له جوانب إيجابية ومن هذه الجوانب توعيته بعدم الانجراف إلى ممارسة الخطأ إضافة إلى كونه بندا قانونيا حازما وحاسما قد ينمي في عقلية اللاعبين جميعا ثقافة المعرفة للمخاطر الناتجة من المنشطات وتناولها وبالتالي إذا تمت هذه الطريقة على الوجه المطلوب حتما ستتلاشى حالات التعاطي سريعا ولن تصبح ظاهرة تتفشى في ملاعبنا. ـ علاء الكويكبي .. أحمد عباس .. خالد شراحيلي لم نكن نخسرهم لولا غياب التوجيه، فهل نبدأ من حيث معاناة هؤلاء لنبني واقعا احترافيا مثاليا أم أن مثل هذا الأمر سيستعصي تحقيقه في زمن العشوائية؟ ـ لا أعلم أين يكمن الجواب لكنني مع كل رياضي يحب كرة القدم أتمنى أن تصبح ميادننا الرياضية خالية من داء المنشطات والمخدرات.. وسلامتكم.