علي الزهراني
رياضتنا ضحية أفكارنا
2013-01-22

كرة القدم السعودية ولادة ولم تصب بالعقم والذين يوصمون الخلل المحيط بها بندرة المواهب وشحها هم في قائمة من يجنح عن الحقيقة والنطق بها وبواقعها الصحيح. ـ ففي جغرافيتنا الممتدة من الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أول نقطة في الخليج إلى أختها في البحر الأحمر هنالك كم وافر من مواهب كرة القدم البعض برزت ملامحه والبعض الآخر لايزال يبحث ويواصل البحث عن مكتشفين له لعل وعسى أن يأخذ دوره ليتألق ويثبت بحضوره شهادة ميادين الكرة السعودية وشهادة معينها الذي لا ينضب. ـ دائما وللأسف الكل يتفاعل مع الخسارة أي خسارة سواء كانت للمنتخب أم سواء كانت للأندية بنوع من الانفعال والغضب وبالتالي تغيب الحلول ولا يبقى منها إلا ما يعيدنا ويعيد رياضتنا إلى نقطة الظلام الأولية على اعتبار أن كل من يكتب ويحلل وينتقد هم بنفس الوتيرة يتناوبون على التكرار ولا يجدون أمام أوراقهم إلا وسيلة المدربين لعزفوا بها للمتلقي هكذا لمجرد العزف الذي لا صوت له ولا صدأ. ـ علينا قبل أن نفكر في إلغاء عقد هذا المدرب أو إبرام التعاقد مع ذاك البديل ضرورة التركيز في بناء منظومة عمل جادة يقودها الفكر الواعي من أجل استهداف المواهب السنية في الأندية وفي الحواري وصقل مواهبها بما يتلاءم مع ثقافة الاحتراف وبطريقة مختلفة تستحضر سلبيات ما عانته الرياضة مع الجيل السابق من نجوم الملايين والاستفادة من نتائجها بما يسهم في (صقل الموهبة وتثقيف الموهوب) حتى لا نخسره مبكرا مثلما سبق وأن خسرنا الكثير بسبب التعامل الخاطئ مع المال ومع تلك الأرقام الفلكية التي هي ولا غيرها من كانت السبب المباشر فيما آلت إليه نتائج اليوم. ـ هنا ولكي تصبح المرحلة القادمة مغايرة بفاعلية نتائجها السليمة فلابد وأن تتبدل بعض المفاهيم الخاطئة وتحديدا تلك المفاهيم التي جاءت كحصيلة فكر ارتكزت مقوماته في الأندية على أن الاحتراف مجرد أوراق مالية تقدم للاعب الموهوب دون الأخذ بالاعتبارات المهمة ومنها تأثير هذه الأموال على وضعية اللاعب وعلى طبيعة تفكير عقليته التي هي الأخرى لاتزال في أمس الحاجة لدور تنويري وتثقيفي بماهية الاحتراف الحقيقي والأمثل وبماهية المال وكيفية التعامل به كوسيلة لتحقيق الكثير من الغايات وليس العكس. ـ المشكلة في رياضتنا ليست عصية ولا هي بالمعجزة التي يعصب علينا إيجاد حلولها لكن السؤال المهم هل جميعا نتملك القدرة على تعديل هذه المفاهيم السياسات الخاطئة أم أننا لا نملك سوى الاستمرارية على منوال ما يحدث اليوم؟ ـ لن أمنح المداد فرصة الخوض في الإجابة لكنني بعيدا عن السؤال والإجابة أقول وسعوا دائرة البحث عن المواهب الكروية في كل مدينة وقرية وتجاوزوا ملاحقة نجوم الملايين ففي الأولى سيعود المنتخب قوياً وفي الثانية سيبقى على ما هو عليه مريضاً لا يقوى على الحراك.. وسلامتكم.