ما إن يخسر هذا النادي أو ذاك إلا وتتحول ألسنة القائمين عليه صوب الإعلام فمرة يقفزون على قراراتهم الخاطئة وتارة أخرى يكابرون ويبررون وبين الحالتين لا يجدون في سبيل البحث عن إقناع الجمهور سوى هذا الإعلام الذين حملوه بأكثر مما يحتمل. ـ في الأندية وحتى في المنتخبات هذا هو الواقع، ففي لحظة المنجز تجدهم يتسابقون على فلاشته أما في لحظة الإخفاق فالكل يتحول إلى ناقم يتناسى فشله ويرمي بها على كاهل هذه الوسيلة وتلك لعل وعسى أن ينأى بنفسه عن دائرة الخلل والدخول في قائمتها. ـ سنوات والكل يعزف على مقولة الإعلام رأس المشاكل التي اعترت رياضتنا وعندما أقول الكل ففي ما نسمعه اليوم وتحديدا بعد خروجنا من خليجي 21 لهو أكبر الأدلة على أن الذين يخفقون في مهامهم ومسؤولياتهم مثلما نجحوا في السابق ها هم اليوم ينجحون في نفس المسار ولكن ليس مسار تحقيق المنجزات بل في تحقيق مبتغى التبرير واعتماد وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة كمسبب رئيس للنتائج السلبية التي عانت منها الكرة السعودية. ـ من المؤكد أن الإعلام كل الإعلام جزء في منظومة الرياضة له وعليه ولا يمكن تبرئة ساحته عن أي خطأ لكن الذي أدركه ويدركه كل عاقل أن هنالك أجزاء مهمة تتحمل الكثير من ترسبات ما وصلنا إليه رياضيا فلماذا نحدد الطرف الأول من هذه المعادلة ونقفز وتناسى بل ونمارس التجاهل عن الثانية؟ ـ إذا كنا بالفعل نطمح في رياضة سعودية منتجة ومثمرة فمن المهم أولا وأخيرا أن نعترف بالأخطاء لا أن نرمي بها إلى جهات غير جهاتها الحقيقية.. فهل نبادر في ذلك؟ ـ أسأل مع اعتقادي بأن من يعمل ويخطئ ويعترف بأخطائه سيبقى كبيرا في عيون الناس والعكس من ذلك يبدو هو الصحيح دائما. ـ اللاعب .. الإداري .. صانع القرار .. المدرب ..آلية التخطيط .. نظام الاحتراف .. لوائحه .. الأندية هذه جميعا هي البنود المهمة التي تقوم عليها النتائج للأندية والمنتخبات وإذا ما حاولت مقارنة أدوارها مع دور الإعلام فحتماً ستأتي النتيجة في نهاية المطاف منصفة للإعلام ومحرجة لكل هذه المنظومة لهذا أقول علينا أن نكون أكثر عقلانية في تحديد أوجه الإخفاق .. علينا أن نكون أكثر شجاعة ونعترف بأن هنالك خللا ما في منظومتنا الرياضية يحتاج للعلاج أما مسألة الإعلام وما يدور في الإعلام فلا أعتقد بأنه رأس المشكلة .. نعم هو سبب ولكنه حتماً لن يكون كل الأسباب. ـ ختاماً أقول شخصوا حالنا الرياضي .. ركزوا في معرفة السبب .. تفاعلوا معه وقدموا لهذا الحال المائل علاجاً شافياً حتى تنهض كرتنا من السبات الطويل وتعود لتبني لها مجداً بطولياً يحفظه التاريخ.. وسلامتكم.