علي الزهراني
منتخبنا بلاهوية
2013-01-16

ـ بين الأمس واليوم باتت لغة الانكسارات بالنسبة لرياضتنا وبالتحديد كرة القدم هي اللغة الدارجة، بل هي العنوان العريض الذي تتسابق عليه الصحف والمنتديات وتلك البرامج الحوارية التي تمنح الفرصة لضيوفها أكثر من تلك التي تمنحها للمنتصرين. ـ تحدثنا طويلا دونما نجد بعد هذا الحديث ما يضعنا على شرفة الحلول الصحيحة، فكل ما قيل ويقال اليوم ليس إلا امتداداً للثرثرة والضجيج والضحك على الذقون. ـ خسرنا فرصة الوصول إلى نهائيات كأس العالم.. خسرنا كأس الأمم الآسيوية، وها نحن نودع البحرين بنفس الطريقة والأسلوب ولا أقول الأسماء، كون الأسماء التي تمثل المنتخب ليست سوى بضاعة احترافنا الأعرج الذي تأثرنا به سلبا ولم نتأثر به إيجابا وهنا مكمن كل العلل. ـ ماذا قدم لنا الاحتراف أكثر من عشوائية الأندية وقراراتها التي حولت اللاعب المحترف إلى آلة تبيع فيها وتشتري، وماذا أفرزته لنا عقود المدربين الضخمة سوى الفلس. ـ أسئلة تتعاقب على بعضها، وكرة القدم السعودية التي عانقت بإبداعات الماضي عنان السماء تبدلت من قوة إلى ضعف ومن قمة إلى قاع، والسبب لمن يبحث عن السبب يكمن في آلية العمل التي تحيط بهذا الوضع الرياضي العام الذي يسير بفكر محدود، وأي فكر محدود لايمكن له أن يجلب النجاح. ـ نعم ريكارد كارثة حلت برحالها على منتخبنا، لكن الحقيقة تقول المدرب جزء أما بقية الأجزاء فهي هنالك حيث الأندية حيث الاحتراف حيث الملايين التي حولت حماس اللاعب إلى برود، وعليكم إيجاد المقارنة بين كل المراحل وبين مرحلة الاحتراف، مع أن الخلل كل الخلل ليس في الاحتراف كنظام بل في من تولى القيام بوضع لوائح هذا الاحتراف لتصبح (نظرة مادية) بحتة، ومن يصبح ماديا بحتا لا ينتج كون الإنتاجية لديه تتوقف عند آخر دولار يقبضه وهذا هو حال اللاعب السعودي اليوم. ـ أعيدوا لنا كرة القدم فهي المتنفس الحقيقي لشباب هذا الوطن.. أعيدوها بالعمل.. أعيدوها بشخوص عمل يتشربون حب الوطن لابشخوص عمل يتشربون حب الانتماء لأنديتهم المفضلة، فمن هنا تحديدا قد نلغي سلبيات ما حل برياضتنا، أما ترك الأمر وتسليمه لنفس الأسماء التي عبثت كثيرا فمن الحس الوطني الغيور أن يتم التعامل معهم بصرامة هذا إن كنا بالفعل نطمح في بناء كرة قدم سعودية قوية ومنتجة. ـ اللاعب السعودي يأخذ ولا يعطي، والأندية الكبيرة تؤسس لجوانب الخطأ وتمارسه، وطالما أن ثقافة اللاعب السعودي ثقافة مادية والنادي يشجع على هذه الثقافة، فمهما كانت المحاولات حتما ستؤول إلى ما آلت إليه اليوم حتى لو جلبنا عشرات المدربين. ـ ختاما هذا ما قلته سابقا وأعيده إليكم. ـ الأندية كل الأندية، وخاصة تلك التي تمتلك القوة المالية تتحمل تبعات ما يحدث لكرتنا اليوم لأنها لم تؤسس الثقافة المطلوبة للاعب المحترف. ـ اللاعب السعودي بات يفكر في كيف يأخذ لا في كيف يعطي وهنا رأس المشكلة. ـ التحول من دائرة الفقر إلى دائرة الغنى سبب مباشر في وضعية اللاعب. ـ منذ بداية الاحتراف وحتى اليوم لم نجد لاعبا سعوديا محترفا حقيقيا يستحق الاحتراف خارجيا، فالاحتراف لم يسهم في تطويره واعتمد عليه فقط من أجل أن يقبض ويهرب.. وسلامتكم.