علي الزهراني
مهدي علي .. مثالاً
2013-01-14

اختلفنا حول أتوري واختلفنا أكثر حول الهولندي ريكارد فيما الكل على امتداد الخليج العربي جاء هذه المرة ليتفق على ابن الإمارات البار مهدي علي، هذا المدرب الوطني الذي قدم نفسه سريعا إلى أن نجح في إظهار الأبيض الإماراتي في إطار فني رائع لينصف بذلك المدرب الوطني الخليجي وينصف ما يمتلكه من فهم ودراية ومعرفة وقدرة في علوم تدريب كرة القدم قبل أن ينصف به هذا الجيل الإماراتي الجميل الذي حاز على كل الإعجاب في منامة البحرين روحا ومهارة ولياقة. ـ لا يمكن بأي حال مقارنة ما يتقاضاه مهدي علي ماليا بتلك الأرقام الفلكية التي يتقاضاها أتوري وريكاد لكنه برغم ذلك تفوق وأي تفوق يحوز عليه هذا المدرب الشاب فهو الدليل والتأكيد على أن الكوادر الخليجية متى ما حظيت بالدعم والثقة ومنحت كامل الفرصة وبالتحديد في مهنة الرياضة فهم بذلك مؤهلون في تحقيق كل الغايات. ـ في مملكة البحرين فاز الأبيض الإماراتي بالدرجة الكاملة .. فاز على قطر والبحرين وعمان .. أبدع فنيا وتميز لياقيا ونتائجيا وهذا في حصيلته وثيقة نجاح يستحقها الاتحاد الإماراتي الذي بدأ فعليا في توفير الاحتياجات الضرورية والمطلوبة ومن خلال الكوادر الوطنية التي بسطت نفوذ تفوقها وأثبتت بأنها الرهان الصعب الذي من يركز عليه لن يخسر. ـ ماذا لو سارت بقية المنتخبات الخليجية على منوال ما يسير عليه المنتخب الإماراتي؟ ـ أسأل مع أن المهتم بالرياضة وبلعبة كرة القدم تحديدا يدرك أن الإجابة واضحة ولا تحتاج لمن يفسرها فمتى ما منح أبناء البلد فرصتهم للعمل بثقة فهم بهذه الفرصة والثقة سيفرزون من النتائج الفنية ما يفوق النتائج التي يقدمها الأجانب الذين وأقولها بصراحة (ذبحونا) أخذوا الملايين من الدولارات ولم يقدموا لنا إلا الحسرات وإن قلت أتوري في قطر وريكارد في السعودية فهذا الثنائي ليس إلا امتدادا للقرارات الخاطئة والفكر المكسور. ـ عموما بالتوفيق لك يا مهدي وبالنجاح متمنياً في ذات السياق أن أجد في المستقبل القريب أكثر من مهدي علي لأنني كمواطن خليجي غيور أعشق أن يأخذ مثل هؤلاء المتميزون فرصتهم في إثبات الوجود حتى تعم الفائدة ونصبح بارعين هذه المرة ليس في تصدير النفط فقط بل في تصدير المدربين والقدرات الرياضية العالية والجيدة . ـ تحددت ملامح الدور نصف النهائي لخليجي 21 فلمن ستكون الغلبة؟ ـ الأربعة الذي وصلوا إلى هذا الدور مؤهلين وفرصتهم في بلوغ النهائي متساوية وهذا ما يعني بأن لنا مع هذه النزالات متعة أخرى وتشويقا آخر نترقبه بشغف. ـ ختاماً أتمنى أن نستثمر دورات الخليج القادمة بالطريقة التي تسهم في تنمية الرياضة الخليجية وبما ينعكس على الكوادر الوطنية فيها بالتحديد بالشيء الذي يحقق لهم الحضور سواء مدربين أم سواء إداريين أم سواء لاعبين قدامى.. وسلامتكم.