عانت الكرة السعودية ولاتزال تعاني.. فيما نحن كمنتمين لأوساطها كلما حاولنا الوصول إلى أسباب تلك المعاناة خرجنا من دائرة البحث دونما قدرة على إيجاد الحلول لها. ـ سنوات والكل داخل هذه الدائرة يحاول .. يجتهد .. يتعب لكنه في نهاية المطاف لا يأتي بالجديد كون هذا الجديد الذي نطمح في ولادته لايزال هو الآخر غائبا على اعتبار أننا لم نعد قادرين على تجاوز خانة المدربين والمدربين فقط. ـ نتفق ولا نختلف على أن الجانب الفني يمثل الجزء المهم في تحديد النجاح ونقيضه لكن هذا الجانب ليس هو السبب في كل ما آلت إليه نتائج منتخباتنا فهنالك جوانب أخرى تأخذ النصيب الأكبر من تبعات كل هزيمة وكل قصور وكل نتيجة مخيبة للآمال. ـ أي عمل يستهدف النجاح يحتاج دائما للتقييم حتى يتم معرفة ما له وما عليه ومن هذا المنطلق يجب علينا التركيز في طبيعة نظام الاحتراف وثقافته والأسلوب الذي يدار به ذلك أن هذا الوهن الذي أصاب اللاعب السعودي هو المحصلة الثابتة لثقافته الاحترافية التي ظلت غائبة بل مغيبة من قبل المعنيين بشؤون الأندية وعندما أقول من قبل الأندية ففي تلك النظرة المادية البحتة والتي ترتكز عليها كل القرارات هي من وجهة نظري تعد رأس البلاوي التي طالت رياضتنا اليوم. ـ هنا لا يمكن القبول بأي صوت يطالب بضرورة إلغاء الاحتراف لكننا بعيدا عن صوت المطالبين بذلك مطالبين أكثر بالوقوف أمام الأسباب التي ساهمت في عدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا حيث إن احتراف اللاعب السعودي خارجيا هو المعيار الذي تجاهلناه لمعرفة وتقييم احترافنا . ـ صدقوني لو أن الأندية سارعت في تعديل طريقة تعاملها المادي مع اللاعبين المحترفين وأعني بهم المحليين وليس الأجانب فإنها بهذا الإجراء ستنجح في علاج المعاناة وسيبدأ اللاعب السعودي في العودة لدائرة التفكير الجدي في مستقبله وبالتالي سيحرص على أن يبدع ويتميز في مهنته. ـ هذه الضروريات التي قفزنا عليها آن الأوان للتوقف أمامها حتى نستطيع إيجاد الحلول لها أما العزف على وتر هذا المدرب فاشل وذاك الآخر جيد فلا يعدو سوى محاولة مكررة لا تمت لكل الحقائق بصلة بدليل أننا أقدمنا على تغيير أكثر من مدرب واستمرت المعضلة قائمة على ما هي عليه ولم تتغير أو تتبدل. ـ الاحتراف الحقيقي هو احتراف العقول وليس احتراف الأقدام. ـ فالعقل هو منبع كل نجاح. ـ في زمن الهواة حققنا من المنجزات ما يفوق الرقم الذي تحقق في عصر الاحتراف. ـ حقيقة لها أكثر معنى ولها أكثر من تعريف. ـ اللاعب السعودي في زمن الطيبين كان يعشق كرة القدم أما هو في هذا الزمن فالعشق في قلبه للدرهم والريال والدولار.. وسلامتكم.