علي الزهراني
التجنيس يضر ولا ينفع
2013-01-09

عندما يصبح الحديث عن تطوير كرة القدم مشروعاً للبحث من كل من يهتم ويمتهن الرياضة سرعان ما يضع مفهوم تجنيس اللاعبين الأجانب من ضمن الخيارات المتاحة هكذا لمجرد أن هذا الكل المهتم بالرياضة يحاول أن يقلد غيره لا أن يبتكر ما هو الصائب والمفيد لها فكرا وقرارا ووسيلة. ـ التجنيس هو المفهوم الخاطئ والعزف عليه كقرار يجب التفكير في تنفيذه هو بالنسبة لرياضتنا حل أعرج بل غلطة لن تحقق مبتغى ما نسعى إلى تحقيقه وإذا ما قررت تقديم الدليل ففي تصوري أن تجربة الأشقاء القطريين في هذا الجانب لاتزال ماثلة فلا هو قرارهم نجح ولا هو اللاعب المجنس صنع الفارق وجلب البطولة وإنما على العكس هاهو المنتخب القطري الشقيق ينازل أمامنا دونما نجد أي فارق يذكر سوى في أسماء توليفته. ـ العنابي القطري اليوم مع سبستيان سوريا والبقية الباقية معه ليس هو العنابي الذي عرفناه بالأمس القريب مع خالد سلمان وأحمد خليل ومبارك مصطفى وما بين الأمس واليوم ما يهمني التركيز عليه هو قرار التجنيس الذي يضر أي منتخب أكثر من أي ينفع سيقدمه وبالتالي لا أتمنى أن تستمر مثل هذه التجربة الخاطئة في الكرة الخليجية بصفة عامة ولا في مفهوم الباحثين عن وسائل تطوير رياضتنا فأي بلد يجب أن ينهض بأبنائه ليس في مجال كرة القدم فحسب بل في جميع المجالات. ـ هنا وبما أن فكرة الكلام المكتوب تختص بعملية تجنيس اللاعب الأجنبي تحت ذريعة موهبة كروية قد تمكن هذا المنتخب أو ذاك من تحقيق نتائج ملموسة وسريعة على الأرض فمن المهم أولا تذكير المعنيين في اتحاداتنا الخليجية بأن قرارات كهذ القرارات لها اتجاهات سلبية ومتشعبة فهي مؤثرة على المواهب الوطنية من ناحية ومحبطة للجماهير في المدرجات من ناحية أخرى أما هي في الثالثة فلن أبالغ إن قلت بأنها قاتلة للعناصر الشابة التي تحتاج للمناخ والدعم والتحفيز والتشجيع لكي تأخذ مكانها الصحيح وكما قيل (ابن البلد غيور على بلده). ـ انتهت الجولة الأولى من (خليجي 21) لكنها برغم تفاوت المستويات الفنية لم تلغ إجماعنا على موهبة النجم الإمارتي الشاب عمر عبدالرحمن. ـ هذه الموهبة التي تألقت وبرزت مع الأبيض الإمارتي الذي خاض نزاله الأول أمام منتخب قطر الشقيق ذكرتني ببدايات زهير بخيت. ـ أركز على الموهبة الشابة لأنها البنية التحتية والقاعدة الصلبة لأي نجاح منتظر ولهذا أقول بل أنصح جميع المهتمين برياضة كرة القدم أن يضاعفوا جهودهم من أجل صقل العناصر الشابة حتى يتحقق الهدف سريعا. ـ مستوى التحكيم قد يلعب دوراً مهماً في الاتجاهين .. اتجاه النجاح واتجاه الإخفاق. ـ إثارة دورة الخليج تغيرت وتبدلت عما كانت عليه في السابق. ـ ففي مراحلها الزمنية السابقة كانت الإثارة فنية داخل الميدان أما في هذه المرحلة فالإثارة الفعلية هي تلك التي تفترش مساحات البرامج الحوارية التلفزيونية، بمعنى أننا كالمعتاد بدأنا نصدر بطولة الكلام لا بطولة الأقدام... وسلامتكم.