علي الزهراني
سعودة الرياضة
2012-12-28

الوطن زاخر بأبنائه.. في الاقتصاد.. في الإدارة.. في الهندسة.. في الطب وإن قلت في مجال الرياضة ففي هذا المجال الذي ننتمي إليه هنالك كفاءات وطنية عالية الجودة متى ما تم منحها الفرصة فهي قادرة بل قادرة وبقوة على أن تفرز لنا من نتائج العمل ما يتفوق على ذاك الذي لا نزال نبحث عن تحقيقه مع الأجانب. ـ الدولة (حفظها الله) سعت خلال العقد الأخير إلى فتح كل المجالات للعمل تحت مفهوم (السعودة)، وبما أن مجالنا الرياضي جزء لا يتجزأ من تلك المجالات الأخرى فمن الضرورة أن يضطلع بدوره في هذا الجانب ذلك أن الأندية مع منظومة اتحاد كرة القدم بالتحديد مطالبة بالمساهمة الفاعلة لتحقيق الهدف المنشود الذي نتمنى ونتطلع ونطمح في أن يكون النواة الحقيقية التي تفرز لنا طاقات الشباب السعودي ويصبحوا بالتالي مؤهلين بالثقة ومتسلحين بها حتى نصل بهم ومنهم إلى مبتغى النجاح. ـ شخصياً سرني هذا التوجه الجميل الذي بدأت ملامحه تتضح في عمل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وهو العمل الذي يرتكز في هذه المرحلة على تفعيل دور الرئاسة العامة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم فيما له علاقة بأهمية منح الكفاءات الوطنية حضورا بارزاً والسعي إلى تطوير وصقل الشباب وبالأسلوب والطريقة التي تكفل لهم أخذ فرصة المساهمة في الحراك الرياضي سواء إداريا أو فنياً ولعل الحكام والمدربين الوطنيين خير من يدلل على هذا التوجه المحمود الذي نلمسه اليوم مع رياضتنا. ـ سنوات ونحن نلبي مطالب الأندية في جلب الحكام الأجانب والنتيجة دائما ما تأتي مخيبة لكل الآمال وسنوات مثلها والمدرب الوطني مهمش والحكم السعودي على ذات المنوال مهمش لسبب أننا تعمدنا تضخيم الكادر الأجنبي على حساب هؤلاء ولم نقف قليلا لنفكر في أهمية المستقبل. ـ ببساطة وبعيدا عن التعقيد وكثرة الإنشائية أقول نحن اليوم بدأنا فعلياً في وضع اليد على مكمن الخلل، أقول بدأنا في ذلك فعلياً اعتقادا بأن استغلال الرياضة لبناء الكفاءات الوطنية سيكون هو الدافع لبناء الثقة كما سيكون هو أيضا الحل الصائب الذي يسهم في تحجيم تلك الملايين التي أضحت أموالا مهاجرة كبدت خزائن الأندية واتحاداتنا الرياضية الشيء الكثير. ـ نعم للتقنين.. نعم للمواهب والقدرات السعودية، ولا وألف لا لكل تلك المبالغة التي تعودنا عليها كثقافة متداولة دونما نجني منها إلا الخسارة والإخفاق وضياع الوقت. ـ كرة القدم ليست معادلة فيزيائية معقدة وتحقيق المنجز فيها سهل بسيط وميسر، المهم أولا الفكر الإداري الجيد الذي يستطيع أن يستوعب الوسيلة الصحيحة التي تحقق الغاية المطلوبة بوعي وذكاء وسلامة قرار. ـ الفكر أهم من المال.. عبارة كتبناها كثيرا ورددناها طويلا لكن المشكلة أن بعض الأحبة في أنديتنا يقفزون عليها ولا يلتفتون لها وهنا مكمن المشكلة.. وسلامتكم.