علي الزهراني
إلى جنة الخلد يا تركي
2012-12-26

مات الرجل الطيب.. مات الرياضي والإعلامي والأمير المسؤول تركي بن سلطان، لكنه سيبقى بذكراه الطيبة وأخلاقه العالية حياً في قلوب كل من عرفوه.. تخونني العبارة وأنا أعيش الصدمة في هذا المصاب الجلل، فما عساني أكتب، أكتب عن تركي الإنسان أم أكتب عن تركي الرياضي أم أكتب عن تركي المسؤول؟.. ففي كل جانب هناك الكثير الذي يستحق التدوين عن قيمة رجل وقامة مسؤول صالح كان قريبا من الجميع، مات تركي وستبقى ذكراه حية، فاللهم إني أسألك الرحمة لتركي بن سلطان.. اللهم تقبله وأحسن منزلته وتجاوز عنه وألهمنا بعد رحيله الصبر والسلوان.. (إنا لله وإنا إليه راجعون). ـ تختلف أوجه العمل في الأندية فهنالك أندية تركز على جماعية القرار وأخرى تركز على الفردية وما بين الوضعين النتيجة تأتي منصفة للأولى ومحرجة للثانية. ـ لن أستشهد أمام هذه الحقيقة بناد على حساب ناد آخر حتى لا أفتح المجال لجدال العاطفة على اعتبار أن قراءاتنا لكل المشاهد الرياضية في الأندية تبدأ وتنتهي تحت قناع هذه العاطفة التي دائما ما تنسف كل طموح وتلغي كل نجاح ينشده العاقل وتزج بنا في قالب الاختلاف الذي يؤدي في النهاية إلى قمة الاخلاف. ـ كرة القدم لعبة جماعية.. داخل الميدان وخارجه وحتى على صعيد قراراتها فالقرار الجماعي هو من يكسب وأي فريق في هذا الاتجاه يبحث عن البطولات عليه أولاً وأخيراً إيجاد الثقافة الجماعية التي تستند على المشورة وتلغي الذات وتحرص على القوة وليس الضعف ذلك أن الفارق بين من يكون قوياً بجماعيته ليس كالذي يبقى ضعيفاً بمفرده. ـ مصلحة الفريق أي فريق يمتهن لعبة كرة القدم مصلحة عامة يجب أن تطغى على مصلحة الذات وإلا فإن أي عمل يحيط هذا الفريق أو ذاك سيبقى عملا مهدرا لا يمكن من تحقيق النجاح المطلوب. ـ أقول هكذا يجب أن يكون عليه التعاطي في الأندية حتى تنتهي المعاناة ولكي يتحقق الاستقرار المطلوب الذي من شأنه أن يسهم في رفع معدل الثقة في عمق اللاعب وبالتالي يعطي من الحماس والإصرار ما يكفي لوضع فريقه على أعتاب المنصات دائما وليس أحيانا. ـ فاز الهلال على الفتح وأصبح على مقربة من تحقيق لقب كأس ولي العهد والمحافظة عليه وأثبت أنه الفريق الذي مهما اعترت مسيرته الظروف إلا أنه قادر على أن يبقى ثابتا وصامدا في المقدمة. ـ هنا تأتي الثقافة الإدارية وثقافة المناخ العام وثقافة اللاعب وأيضا ثقافة الجمهور. ـ فهذه في مجملها استثناءات تميز بها الزعيم منذ عقود فكان لها الدور الأكبر في مثل هذا الإفراز البطولي المتواصل. ـ الهلال مع كامل احترامي لبقية منافسيه هو الفريق الوحيد الذي يغرد خارج السرب يخسر مباراة فيعوضها ببطولة. ـ آسيويا لم يكن التعاطي الهلالي مع الخسارة من أولسان الكوري عاطفياً بل كان قاسياً لذلك جاءت المحصلة لتمنح الزعيم المنافسة على صدارة الدوري والمنافسة أيضا على كأس ولي العهد. ـ الهلال ببساطة ورقة عمل ناجحة لكل من يبحث له عن نجاح يسعد به جماهيره. ـ عبدالعزيز وسالم الدوسري.. سلمان الفرج.. محمد القرني.. سلطان البيشي مع الحارس السديري هؤلاء جميعاً هم مشروع المستقبل المشرق للكرة الهلالية بل هم نواته. ـ ما يميز هذا الجيل الشاب في الزعيم عن غيره أن عملية التأسيس الفني يتم دمجها بالثقافة الاحترافية وهنا يكمن المختلف الجميل الذي يصنع كل الفوارق... وسلامتكم.