علي الزهراني
الشتيمة ونجومها
2012-12-24

في أي مجال من مجالات الحياة الإنسانية هنالك الغث والسمين.. الصالح والطالح.. المنصف والمغالي.. الهادئ والانفعالي.. الطيب والخبيث، ففي أي مجال لا يمكن لباحث أن يجد الكل كأسنان المشط سواسية. ـ ولكوني أنتمي للرياضة ومجالها أقول الغث الطالح والمغالي والانفعالي باتت هي من يتسيد المشهد ولعل أغلبية البرامج الرياضية والتي تبنى على مفهوم الحوار الجماعي هي من يؤكد هكذا حقيقية، فالأفضلية هنا ليس لمن يمتلك الرأي والمقترح والوعي بل لمن يمتلك ويجيد صناعة مفردة الشتم وتصديرها ليس تجاه من يتشارك معه على طاولة الحار وإنما بات يصدرها لعيون المتلقي وهنا مكمن الأزمة. ـ منذ سنوات ونحن نتعايش مع الواقع المرير.. يبدأ البرنامج الرياضي.. يتحدث المقدم عن المحاور.. ينصت الضيوف لكننا في نهاية المطاف لا نجد أمامنا إلا عنوان (هذا الضيف شتم ذاك). ـ من يقود من في هذا الحراك الرياضي؟ بل إن السؤال الأكثر سخونة من يا ترى يتحمل هذا الغث الذي طغى وتفشى وأصبح معوقا من معوقات الرياضة وأجيالها؟ ـ هل الخلل في الضيف أم أن الخلل في طبيعة الرياضة أم أنه يقبع تحت طائلة هؤلاء الذي يتربعون على هرم المسؤولية في بعض القنوات؟ ـ أسئلة تطرح وبين كل سؤال وسؤال لن أنأى بنفسي فلست ملائكيا بل إنني من ضمن القائمة التي أحملها مسؤولية تفشي هذا الداء. ـ اليوم تعيش الرياضة السعودية حراكا جميلا نحو التغيير، وبما أنها بدأت فعليا في الدخول في صميم هذا الحراك الجديد فمن المهم أن يكون لنا كإعلام وقفة صادقة نستهدف من خلالها مواكبة هذا التحول.. نهتم بالطرح المتزن الذي ينبئ صروحا للنجاح ونبتعد عن كل ذاك الآخر الذي عزفنا طويلا على أوتاره لكننا لم نخرج إلا بما يسيء لنا وللمهنة وللذوق العام. ـ هذا هو المطلب وتلك هي الضرورة، أما القائمون على تلك القنوات فلابد وأن يكونوا أكثر تأثيرا لا أكثر تقليدا، فالتقليد سيبقى من وجهة نظري بضاعة فاسدة تباع مغشوشة وأي مغشوش هو جريمة بحق الناس. ـ يسألني صديقي لماذا تعاطفت كثيرا مع حملة أحمد عيد.. هل للانتماء عاطفة أم للعلاقة الشخصية دور أم أن هنالك شيء آخر لا نعلمه؟ ـ وبما أن السؤال لا يحتاج للكثير من التأويل أقول ببساطة ما تضمنه فكر عيد وملفه الانتخابي هو من دفعني لذلك، لكن هذا لا يعني بالضرورة الصمت على أخطاء المرحلة القادمة. ـ أحمد عيد عليه أن يدرك بأنه لن يصبح في دائرة الاستثناء من النقد الإعلامي، ومتى ما رأيته يجنح عن جادة الصواب حتماً سأنتقده حتى ولو وصل حد قطاعة الوصل بيني وبينه.. وسلامتكم.