كرة القدم السعودية تبدل حالها وتغير سواء على صعيد أنديتها أم سواء على صعيد منتخباتها، فما كان بالأمس عنوانا للتميز والمجد والبطولات ها هو اليوم يطل علينا ولكن من نافذة الانكسار والتواضع والإخفاق. ـ نسأل لماذا تبدل الحال وتغير ونتساءل أكثر عن سر أسبابه ومسبباته في وقت نحن فيه لانزال نشهد على حجم التطور الكبير لكل من هم حولنا، ففي اليابان الطموح اليوم يسابق الزمن، وفي كوريا كذلك وإن قلت في سياق الجملة كلاماً عن البقية فالبقية التي كانت في الماضي مجرد تمرين نخوضه ونكسب فيه بالأربعة والخمسة أضحت بالنسبة لنا بمثابة الند والغريم والخصم الذي يصعب علينا تجاوزه ولو حتى بالتعادل. ـ هذه الحقيقة المرة التي تستفز مشاعرنا هي من يجب أن يدلنا على طريق العودة حيث إن الاعتراف بمضمونها الصحيح يعد جرعة علاج قد تداوس جراحنا وتزيلها أما المكابرة عليها والتركيز فقط في مقولة الماضي فالماضي الذي نتغنى به اليوم لن يجدي نفعاً في استعادة وهجنا الرياضي المفقود بل على النقيض فأي محاولة ترتكز على سرد تفاصيل الماضي دون العمل للحاضر هي في تصوري قمة العجز والفشل. ـ كرة القدم السعودية مناخها العام مناخ منتج وأعني بالإنتاج هنا المواهب الفذة والموهوبة لكن الخلل السائد هو في طريقة العمل وطريقة التفكير وطريقة التخطيط وطالما أن مقومات العمل الرئيسة والمتمثلة في الفكر والتخطيط والتنظيم مفقودة فلا مجال في تحقيق أي تحسن ملموس لا على صعيد الأندية ولا على صعيد المنتخبات وسنبقى مكانك راوح إلى أن تحين اللحظة التي نجد فيها من يستطيع أن يوجد المدخلات السليمة في جسد الرياضة من أجل أن تأتي إلينا المخرجات أرقاما إيجابية تتوازى وتتلاءم مع ما سبق وأن تحقق. ـ وصل الأهلي إلى مدينته الجميلة جدة فرأيت اللحظة وكأنه الفائز بالبطولة. ـ هكذا هي جماهير الأهلي تزهو بفريقها فائزا كان أم خاسرا وتثبت في كل المناسبات والأحداث والأزمات بأنها الرقم الصعب الذي يصعب تكراره. ـ نعم سفير الوطن عاد من الأراضي الكورية وهو بطل ذلك أن فوزه كثاني آسيا إذا ما قيس بأعمار لاعبيه مصطفى بصاص ووليد باخشوين وحيدر العامر وعبدالله المعيوف ومحمد أمان والجيزاوي والبقية فهذا دليل على أن الوعي في الأهلي وعي مسؤول يقدر ويثمن ويحترم. ـ برافو جماهير الأهلي على هذه الخطوة الرائعة التي حتماً سيكون لها أكبر الأثر في إخراج اللاعبين من دائرة الحزن على فقدان الآسيوية إلى دائرة العمل الجاد الذي يستهدف التعويض في البطولات المحلية... وسلامتكم.