علي الزهراني
أبطال وإن خسروا
2012-11-11

لم يكن منتخبنا الوطني للشباب يستحق الخروج مبكرا من الآسيوية، فما قدمه أمام المنتخب القطري الشقيق وما ظهر به أمام أستراليا هو الدليل على أن الأخضر الشاب قدم كل ما لديه، لكنه بفعل غلطة عابرة غادر المهمة وعاد والكل يشيد بحضوره الجيد. ـ هذه كرة القدم وتلك هي أحوالها، فليس بالشرط أن تظهر على ميادينها مبدعا بالمستوى بل الشرط فيها أن تكسب النتيجة، والأخضر الشاب حاول في نزاله مع الكنغر الأسترالي طيلة التسعين دقيقة ونجح في التقدم عليه، إلا أن الثانية الأخيرة ومن خلال غلطة دفاعية وجد نفسه خارج حسبة المتأهلين. ـ إعلاميا نحن اليوم مطالبون بدعم وتحفيز هذا الجيل حتى يكتسب الثقة ويعوض خروجه في الإمارات في الاستحقاقات القادمة، ذلك أن في قائمة الأخضر الشاب مواهب واعدة تحتاج إلينا جميعا.. تحتاج إلى دعمنا المعنوي الذي متى ما تحقق ففي تصوري أن لديه القدرة على رسم خارطة المستقبل الصحيحة، فمن فهد المولد إلى صالح الشهري والعسيري والحربي وبقية من هم في القائمة الأساسية والاحتياطية هنالك بوادر مشجعة تجلعنا في هذه المرحلة أكثر تفاؤلا بالقادم، ولكن بشرط أن يكون لدينا كرياضيين الثقافة العالية في تفهم أسباب الخسارة من سوريا والتعادل مع أستراليا وبالشكل الذي يكون له منطق إيجابي لهذا المنتخب الواعد ولاعبيه. ـ ادعموهم.. ساندوهم.. شدوا على أياديهم فهم مؤهلون لبناء المستقبل الكروي الذي ننشده. ـ أقول نصيحتي هذه مع أهمية التذكير بدور إدارات الأندية التي هي الأخرى عليها مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء النجوم وبالتحديد في الجانب التحفيزي والتثقيفي، على اعتبار أن أي دور يبذل في المنتخب لن يكتمل إلا بدور الأندية. ـ أغلقنا البطولة الآسيوية وتعرفنا على نتيجة سفير الوطن، وبما أن هنالك الكثير من الأشياء التي برزت في ذاك النهائي الكبير فلابد أن أعود إليها في مقالاتي المقبلة، فالحدث كبير والكلام كثير والأهلي بين الحدث والحدث سيبقى هو المهم الذي يطيب لي مناقشة ما كان عليه أمام أولسان الكوري فنيا ومعنويا ونتائجيا. ـ الفوز والخسارة ثقافة.. قلة قليلة تجيدها، أما الأغلبية الغالبية وبالتحديد في مجالنا الرياضي فلاتزال أكثر جهلا بهذه الثقافة. ـ لا ضير في أن تخسر، المهم أولا أن يكون لديك القدرة على احترام النتيجة أيا كانت، فاليوم قد تكسب وغدا قد تخسر وبالتالي كن ممن يشار إليهم بأصابع الإعجاب عندما تفقد هدفك أو يكون خصمك هو الأفضل.. وسلامتكم.